محمود عيسى
ذكرت وكالة أنباء انتربرس سيرفيس نيوز (IPS)، أن أزمة الغذاء في الشرق الأوسط، والتي بدأت قبل عامين مع انتشار جائحة كورونا، تفاقمت بشكل أكبر مع اشتعال الحرب في أوكرانيا.
وأضافت الوكالة أن هذه الحرب أحدثت تأثيرا كبيرا على الاقتصاد العالمي، فيما فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على نطاق غير مسبوق ضد روسيا، وارتفعت أسعار الطاقة بشكل كبير، ومع إغلاق البحر الأسود، لم تعد المنطقة الأكثر خصوبة في العالم مرتبطة بأسواقها، ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وقد يعيث فسادا في القارة الأوروبية.
وقالت الوكالة التي تتخذ من ألمانيا مقرا لها، في تحليل اعده الباحثان والمحاضران في شؤون الاقتصاد السياسي ستيفان لوكاس وماريوس براديس، إن تأثير الحرب وانعكاساتها على أسعار المواد الغذائية في دول الشرق الأوسط هي التي تمثل مصدر قلق حقيقي بالنسبة لنا، حيث إن الدولتين المتحاربتين تعتبران مصدرين عالميين رائدين للمنتجات الزراعية تعتمد عليهما العديد من دول المنطقة لاسيما مصر ولبنان ودول الخليج وباقي دول المنطقة والعالم بشكل كبير في الحصول على المواد الغذائية الأساسية.
وأضافت أن المجتمع الدولي بحاجة إلى التنسيق بين أعضائه، وان دولا مثل منظومة مجلس التعاون الخليجي وعلى الأخص الكويت والسعودية والإمارات العربية المتحدة ليست لديها مصلحة في زعزعة جديدة لاستقرار بيئتها الغذائية، وبالتالي فان من المرجح أن يكون «التحالف الموحد بين الدول الراغبة في الاستقرار» في مصلحة جميع الأطراف. ودعت الوكالة الدول الغربية على وجه الخصوص إلى تنسيق جهودها وعدم التهافت والسباق على «اكتناز وتخزين السلع» من قبل دول بعينها لأن ذلك سيخلق نقصا جديدا في السوق العالمية، الأمر الذي لن تقتصر آثاره على إثارة خلافات دولية جديدة.