قال تعالى (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا)، وما سمي الإمام إماما الا ليؤتم به ويقتدى به، ورسالة الإمام والمؤذن رسالة سامية، وهي رسالة صفوة الخلق، الأنبياء والرسل، وفي مقدمتهم النبي صلى الله عليه وسلم، لذا كان الإمام هو القدوة في سلوكه وتعامله وإحياء دور المسجد وتعهد المصلين بالوعظ والتوجيه، خاصة في شهر رمضان الكريم، فما الواجب على الأئمة والمؤذنين؟
في البداية، يوجه د.محمد ضاوي العصيمي توجيهاته للائمة والمؤذنين فيقول: لا شك ان على الائمة والمؤذنين في شهر رمضان مسؤولية عظيمة، وامانة جسيمة، فاستشعار هذه المسؤولية تجعلهم يعدون العدة لاستقبال الشهر استقبالا مختلفا عن الآخرين، فالناس في هذا الشهر مقبلون، والنفوس متجهة بفطرتها الايمانية الى التوجه الى بيوت الله تعالى، فكم أيقظت هذه المساجد من غفلة، وكم وجهت من توبة، وكم احيت من امة، وتكمن مسؤولية الامام والمؤذن في ان يستشعرا اولا عظم هذه الامانة والمسؤولية الملقاة على عاتقهما، بدءا من الاستعداد واستقبال جمهور المصلين واقتناص هذه الفرصة الذهبية التي قد لا تتكرر، وذلك يكون بأمور بدءا من انتقاء الخواطر الايمانية والمواعظ المؤثرة، ثم تعاهد المصلين بالنصح والتذكير، وانبساط النفس وحسن اللقيا والابتسامة، ثم تذكيرهم بأهمية العناية بكتاب الله تعالى، عبر اقامة حلقات تصحيح التلاوة ومسابقات حفظ القرآن الكريم ودروس التفسير، وتشجيعهم على اقتطاع جزء من اوقاتهم للمكث في المسجد والاعتكاف فيه، والانقطاع عن المشاغل الدنيوية والصوارف الحياتية، وتذكيرهم بالبذل والصدقة والمساهمة في المشاريع الخيرية وتعاهد المحتاجين، ولا يفوتني ان اذكر بأهمية ان يكون للمرأة نصيب من الموعظة والخاطرة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل من خلال تخولهن بالموعظة الخاصة بهن وإذنه لهن بالاعتكاف، ونهيه لمن اراد نهيهن عن غشيان المساجد، فقال «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله»، فهذه كلمة مختصرة خصصت بها الامام والمؤذن لأنهما القدوة والطليعة والرائد لبقية المصلين، فالناس ينشطون بنشاط ائمتهم ويكسلون بكسلهم، هذا وأسأل الله ان يوفق الائمة والمؤذنين وان يسدد خطاهم ويعينهم على الخير ونفع الآخرين.
مسؤولية عظيمة
من جهته، قدم الشيخ د.صلاح المهيني نصائحه للائمة والمؤذنين، فقال: عليكم تقع مسؤولية عظيمة وهي جعل الناس تتعلق ببيوت الله او ينفرون منها، لذلك لابد من حسن الاعداد لهذا الشهر الكريم، وذلك بحسن المراجعة للقرآن الكريم حتى لا يتأذى المصلون الكرام بتأتأت الإمام او اخطائه، فيكون ذلك سببا في هجر بيوت الله عز وجل، فإذا لم تكن متقنا لحفظك فالأفضل ان يكون خلفك اما حافظ متقن لكتاب الله او شخص يتابع خلفك عن طريق المصحف الشريف، ثانيا: علاوة على اتقان المراجعة واحكام التجويد، فمن المناسب تعلم حسن القراءة والترتيل، لما في ذلك من اثر كبير على نفوس المصلين واسماعهم، فمن الجميل ان يكون هناك تناسق بين طريقة الترتيل والآيات التي تقرأ، وهذا فن وعلم يحتاج لدربة، لذلك انصح الائمة والمؤذنين بتعلم هذا الفن.
واضاف: وقبل هذا وذاك لابد من اخلاص العمل لله تبارك وتعالى، فلا ننسى ان قارئ القرآن من اوائل من تسعر فيهم النار وذلك انه كان يقرأ ليقال له قارئ، فابتغوا بصلاتكم وقراءتكم وجه الله تبارك وتعالى، واخيرا اعداد الخواطر الايمانية التي تلامس القلوب وتقربها لله تبارك وتعالى، وتذكر الناس بغاية خلقهم وبسمو نفوسهم وترتقي بهم، فهذه من واجبات الائمة والمؤذنين في شهر الخير.