يحيى حميدان
عاشت الكرة الكويتية أزهى أيامها خلال أواخر عقد التسعينيات بوجود منتخب قوي تمكن من مقارعة عمالقة القارة الآسيوية وهو ما وضعه بين الكبار في نسختي بطولة كأس آسيا 1996 في الإمارات، حيث وصل «الأزرق» إلى الدور نصف النهائي، و2000 في لبنان عندما بلغ الدور ربع النهائي.
ومن النجوم الذي رسموا البسمة على وجوه مشجعي «الأزرق» وأدخلوا الفرحة الى قلوبهم، مهاجم منتخبنا الوطني السابق جاسم الهويدي، الذي بدأ مسيرته كلاعب جودو في نادي السالمية في عام 1983 حتى 1986، ونال الحزام البني وحصل على الميدالية البرونزية في بطولة العرب 1985.
وفي عام 1986، اكتشف المدرب المصري مجدي سالم موهبته، فضمه إلى فريق ناشئي السالمية، وشغل في البداية مركز حارس مرمى نظراً لطوله الفارع (191 سم)، ولعب مباراتين كحارس مرمى، وبعدها ترك حراسة المرمى ليتوجه إلى مركز المهاجم، ومن هنا كانت انطلاقته في عالم الساحرة المستديرة ليصبح أحد أفضل المهاجمين في تاريخ الكرة الكويتية.
وقد برز الهويدي مع منتخبنا ولمع نجمه، وحقق معه عددا من الألقاب والبطولات، ومثّل «الأزرق» في 74 مباراة دولية وسجل خلالها 63 هدفا، وحصل على جائزة هداف العالم في عام 1998 بعد تسجيله 20 هدفا. ومن أهدافه التي لا تنسى ذلك الهدف الذي أحرزه في شباك منتخب كوريا الجنوبية ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية في كأس آسيا 2000، وهي مواجهة خالدة في ذاكرة محبي «الأزرق»، حيث توغل بشار عبدالله في العمق الكوري الجنوبي ومرر الكرة للهويدي، ليحولها في الشباك وسط فرحة كويتية عارمة عند الدقيقة 43 وهو ما خول منتخبنا الوصول الى الدور ربع النهائي، وهي المرة الأخيرة التي يتجاوز خلالها دور المجموعات عقب سلسلة من الانتكاسات التي بدأت في النسخة التالية التي أقيمت في الصين عام 2004.
واحترف الهويدي خلال مسيرته الكروية في صفوف الشباب الإماراتي والهلال السعودي، حيث كانت محطته الأبرز، قبل أن يمثل الريان القطري لاحقا، علما أنه لم يرتد سوى قميص السالمية محليا.