بين الإسلام طرق تحبيب الناس في الدين، وحملهم على أوامره واجتناب نواهيه برفق ولين، وتشمل هذه الطرق الكبار والصغار على السواء، ومنها الترغيب والترهيب، والإرشاد التربوي والمشاركة في المكافأة والثواب.. فكيف يتم ذلك؟ وكيف نشجع على الصيام ونحبب أطفالنا فيه؟
عن دور الأم في تعليم أولادها الصيام، تقول د.صفية الزايد: يقع على الأم دور مهم في تعليم أبنائها تعاليم الإسلام وعبادته من صلاة وصيام، وبالنسبة للصيام على الأم أن تغرس فيهم فضل هذا الشهر الكريم والحكمة من الصيام فيه، وتعودهم على الصيام، فإن كان الطفل صغيرا في سن التاسعة او العاشرة فعليه ان تجعله يصوم ولو نصف النهار، ثم يأكل بعد ذلك حتى يتعود تدريجيا مع الأيام وإن رأت في الابن القدرة على المتابعة مقتديا بإخوانه ومشاركا لهم فعليها ألا تحبط من عزيمته، بل تشجعه على ذلك، وتبين للأبناء ان هناك فقراء من المسلمين يظلون طوال العام جياعا لا يأكلون إلا الشيء النادر من الطعام فكيف نحن لا نستطيع أن نمتنع عن الطعام شهرا واحدا فقط.
دور عظيم
من جانبها، قالت د.كوثر الياقوت ان على الأم ان تسير على نهج التدريب على مدرسة الصيام مع أبنائها وتبين لهم الأجر العظيم والثواب، وما أعده الله للصائم وأن هناك بابا في الجنة خاصا للصائمين يدخلون منه هو باب الريان، وأن في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فيتشوق الابن لذلك.
كذلك يقع على الأم دور عظيم في أن تجعل أيام رمضان أيام عبادة وطاعة ومتعة في التقرب إلى الله تعالى، فمن لا يستطيع الصيام لصغر سنه فعليه بأداء طاعات أخرى، من قراءة القرآن والاستماع له ومساعدة الفقراء، وجعل رمضان شهرا للتواصل العائلي بأداء صلة التراحم والتزاور بين الأهل والأقارب وتناسي المشاحنات.
وأوصت الياقوت الأمهات بأن يوقظن أبناءهن للسحور والاجتماع على مائدة واحدة لاستشعار الوقت الفضيل، وتميز رمضان بهذه العبادة، وأن تبعد الأم أبناءها عن السهر في هذه الأيام المباركة خاصة السهر حول التلفاز وإضاعة الوقت بغير فائدة، وتبين لهم الأجر العظيم من وراء اقتناص هذا الموسم وهذه الفرص الذهبية بالتقرب إلى الله تعالى وملازمة كتاب الله، وأن تبين الأم للأبناء أن الصيام مدرسة وليس فقط جوعا وعطشا، وإنما يربي النفس على التحمل والامتثال لأمر الله تعالى دون تردد، ويزكِّي النفس في حب العطاء وفعل الخير ومشاركة الآخرين في همومهم، كما يجب على الأم تعليم أطفالها أن الصيام نقطة تحوّل لحياة الفرد العاصي ليتوب، ويدرب نفسه على التخلي عن رذائل الأخلاق من كذب ونميمة وتعد على حقوق الآخرين، ونشر المحبة والتعاطف وبر الوالدين فيتعود الأبناء من هذا الشهر الكريم فضائل الأخلاق عن طريق ما تغرسه الأم وما تربيهم عليه من أثر الصيام في حياة الفرد، وعلى الأم أن تشجع ابنها وابنتها منذ طفولتها على عمل الخير، وإخباره بأن الخير في رمضان يضاعف من أجر الصائم مثل قراءة القرآن وصلة الأرحام ومساعدة الأم بالمنزل، وتعلمه ألا يكذب ولا يشتم ولا يتشاجر مع أحد أو يخاصم غيره.
وحذرت الياقوت من إجبار الطفل على الصيام حتى لا يبغض العبادة أو يضطر للكذب، او تكون السبب في إصابته بالضرر لضعف بنيته أو بالمرض وهو ليس من المكلفين.