صدمنا بمأساة نهاية الأسبوع الماضي، عندما شاهدنا سحابة الدخان الأسود فوق مدينة الكويت، وبعد لحظات اشتعلت وسائل التواصل لتخبرنا بالحريق الهائل بسوق المباركية.
هذا السوق الذي يعتبر صفحة من تاريخ الكويت الزاخر بالتراث والمعالم التاريخية وذكريات أجيال متعاقبة من أهل ورجال الكويت حكاما ومحكومين، تاريخ عوائل سكنت بالقرب من هذا السوق الذي يعتبر أسواقا ذات عبق تاريخي، يذكر أهل الكويت بتلك الأسواق الشعبية المعروفة عبر السنين والذي كان مزارا لهم ولأجدادهم وآبائهم منذ عهد طويل!
المباركية.. قطعة من ضمير ووجدان أهل الكويت يتأمل كل من عشق الذهاب لسوق «الديرة» أيام زمان والى يومنا هذا بالارتباط بالدخول من منافذ أسواق المباركية التاريخية والتراثية!
فالسوق الذي التهمته النيران واحد من اهم أسواق المباركية «سوق السلاح» الذي عندما نتذكره نذكر طفولتنا أيام فصل الشتاء، وفصل الربيع عندما نذهب لسوق السلاح لشراء افضل بنادق صيد الطيور، وكذلك أفخاخ الصيد مختلفة الأحجام والأشكال و«النبابيط»!
والذخيرة وغيرها من الأسلحة البيضاء كالخناجر والسيوف!.
سوق السلاح يذكرنا بدكان العم محمد بن جاسم الدريس بسوق المباركية لتقتنص افضل البنادق كهدية من العم في مواسم الربيع، وهنا أيضا «حفيز» العم سليمان الطخيم وأولاده عندما نذهب مع الوالد للسوق أواخر الخمسينيات وبالستينيات قبل أيام العيد لشراء أحذية «باتا» من معرض العم عبدالمجيد الغربللي، والأقمشة من دكان العم طالب جمال رحمهما الله جميعا!
نعم المباركية تذكرنا بعبق الماضي التليد وبالأحباب وبالتأكيد تذكرنا بالنهاية عندما نخرج من المباركية نذهب للشارع الجديد من كثر التعب بالمشي بأسواق المباركية لنتلذذ بشراء السندويشات وشرب السينالكو وغيره من المرطبات قبل الذهاب للبيت نهاية المطاف!
ما اجمل تلك الأيام وأسواق المباركية التي نتمنى بأن تعود تراثية كما كانت، وأن تعاد لها أسواقها التي اندثرت مثل «سوق الخراريز» وسوق الحمام وغيرها من الأسواق حتى يتعرف الجيل الحاضر لماذا أهل الكويت ارتبطوا بالمباركية وأسواقها التاريخية التي هي اثر الآباء والأجداد حكاما ومحكومين ومقرا تاريخيا لحكام الكويت للفصل بين قضايا الناس وشؤونهم التجارية من عهد الشيخ مبارك الكبير الذي سيبقى «كشك مبارك» الشاهد على ذلك الزمن والعهد الجميل!
المباركية ستعود لسابق عهدها متى ما كنا جادين على ترميمها كما كانت في عهد الآباء والأجداد لتبقى منارة على الدوام!