إن أزمة ظهور فيروس كورونا لم تكن الأزمة العالمية الأولى التي مرت علينا في حياتنا، لكنها الأكثر انتشارا على مستوى العالم، والتي أثرت بشكل كبير على مفاهيم سائدة في العالم، كان لابد للعالم أن يستفيد منها ويقف وقفة جادة تجاهها ويعيد النظر في مفاهيم البشرية ونظرتها التي يجب أن تكون سليمة في الحياة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والأسري والصحي والبيئي والقيمي، وأن تعيد البشرية تعاملها معها، فاقتصاديا قد خسرت الكثير من الشركات التجارية وخسر الكثير من العمال وظائفهم، وبرز دور العمل الانساني الذي كان بلسما للمتضررين ونجحت الجمعيات الخيرية الكويتية في إقامة حملة فزعة للكويت وجمعت في يوم واحد 9 ملايين دينار كان لها الدور البارز في مساعدة المتضررين وكان شهر رمضان موسما حافلا بالعطاء والتطوع لخدمة متضرري أزمة كورونا، واجتماعيا كان العالم يتعامل مع الثورة التكنولوجية بشكل كبير متجاهلا العلاقات الاجتماعية والاسرية.
وفي الكويت عشنا رمضان أكثر تماسكا عائليا، يجمعنا سقف واحد، وقطعنا كل علاقاتنا الوظيفية والاجتماعية والتجارية، لتكون أسرتنا الصغيرة التي هي أساس العلاقات والمكان الحقيقي والصحيح الذي يجب أن نتمسك به ونقويه ونطوره ونعطيه الأولوية.
ففي رمضان أثناء أزمة كورونا جمعنا الفطور والصلوات والتراويح والقيام وحتى صلاة العيد الذي صليناه ببيوتنا مع عائلتنا الصغيرة. وقد شاركنا بمسابقة جميلة أقامتها إحدى الجمعيات التطوعية لأجمل مصلى منزلي فكان من نصيبنا الفوز بها ومع دخولنا المرحلة الخامسة من تعاملنا مع أزمة كورونا وخروج المجتمع للأعمال والأسواق وعودة الحياة الطبيعية، عاد الناس الى الانصراف عن تقوية علاقاتهم الاسرية المنزلية، فهل نأخذ درسا من أزمة كورونا والحجر المنزلي وتمحورنا في بيوتنا لنعود من جديد بتقوية علاقاتنا الاسرية وجعلها أولى الأولويات، هذا ما أرجوه، ونسأله سبحانه أن يعجِّل بزوال الوباء والداء ويرزقنا الدواء والشفاء، إنه كريم العطاء وسميع الدعاء.