الصيام مدرسة سلوكية تربي المسلم على القيم والأخلاق، والصيام غاية تحقيق التقوى، ولا تتحقق التقوى عند الإنسان إلا إذا حسن خلقه وتهذبت نفسه، وعما تحققه مدرسة الصوم يحدثنا الشيخ يحيى العقيلي عن الذي ينبغي ان يحققه الصائم في هذا الشهر من غايات سامية وثمرات جليلة من مدرسة الصوم.
يقول الشيخ يحيى العقيلي: ينبغي ان يفقهه المسلم ان العبادات في الإسلام لها آثار سلوكية ونفسية واجتماعية، فضلا عما يناله العبد من الأجر والمثوبة والرضوان، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والزكاة مطهرة للنفس من الشح والحج لا رفث فيه ولا فسوق ولا جدال فإذا ما جمع المرء بين إتمام الأداء للعبادة: من إخلاص النية وصلاح العمل وسلامة الأداء، وأتمها باكتساب الآثار السلوكية والأخلاقية والاجتماعية فقد استكمل جوانب الخير. (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب).
وزاد، فينبغي للمسلم أن يكتسب من مدرسة الصيام في رمضان آثاره النفسية الجميلة وقيمه وأخلاقه السامية وآثاره الاجتماعية النافعة إنها تلك الآثار النافعة على عقيدة المرء وإيمانه وعلى قلبه ووجدانه وعلى سلوكه وأخلاقه وعلى مجتمعه وأمته، ففرصة التغيير للأحسن في رمضان عظيمة، فالشياطين مقيدة والنفوس على الخير مقبلة والقلوب طاهرة والصيام جنة ووقاية وتلاوة القرآن تزكي الروح وتسمو بها.
تقوى الله
وأكد العقيلي ان أول هذه الدروس والآثار اكتساب تقوى الله تعالى، فهي غاية الصيام المرتجاة وثمرته المبتغاة (يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) والتقوى هي العمل بطاعة الله إيمانا واحتسابا، أمرا ونهيا، فيفعل ما أمر به إيمانا بالأمر وتصديقا بوعده ويترك ما نهى عنه إيمانا بالنهي وخوفا من وعيده، وبإكساب التقوى تعظم مراقبة الله في نفس العبد (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون).
ومن آثار ومنافع الصوم على القلب والنفس، قال الشيخ العقيلي ان فيه انكسارا للنفس وخشوعا في القلب لما يحدثه حرمان النفس عن شهواتها من سمو روحي وطهارة قلبية وخشوع وخضوع بين يدي الله تعالى وحينها يسلم القلب من آفات الحقد والغل وسيئات الكبر والبطر، كما يربي الصوم مراقبة الله في قلب الصائم فتزكو النفس عن الشهوات المحرمة بعد أن ألفت ترك المحظورات الحلال، استجابة لأمر الله وهذا هو سر التقوى المكتسبة.
آثار سلوكية
وعن الآثار السلوكية الحميدة للصوم انه تربية أخلاقية على خصال الأمانة والصدق والعفة وسلامة الصدر على المسلمين، قال صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه، فالصيام والقيام إيمانا واحتسابا يثمران المغفرة وهذا يحفز على الصلاح (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفِّر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما).
وحول آثار الصيام الاجتماعية، أكد العقيلي أن ذلك يؤدي الى شيوع الرحمة والرأفة بين المسلمين والإحسان في رمضان يعزز التراحم بين المسلمين والأمة أحوج ما تكون إليه اليوم، ويتمثل ذلك بالإقبال على الصدقات والتسابق للخيرات وتفقد المحتاجين، كما يعزز رمضان الشعور بوحدة الأمة لدى المسلمين، يصوم المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها تحقيقا لقوله تعالى: (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) فشهر رمضان مدرسة للخير والبر والخلق الحسن وبذلك تتحقق غاياته السامية وتنال ثمراته اليانعة في الحياة ويرتجى بذلك نيل رضوان الله ورحمته والفوز بمغفرته وجناته.
وأكد انها تلك الآثار النافعة على عقيدة المرء وإيمانه، وعلى قلبه ووجدانه وعلى سلوكه وأخلاقه وعلى مجتمعه وأمته، ففرصة التغيير للأحسن في رمضان عظيمة فالشياطين مقيدة في النفوس على الخير مقبلة، والقلوب طاهرة، والصيام جُنّة ووقاية، وتلاوة القرآن تزكِّي الروح وتسمو بها في الحديث القدسي «الصوم لي وأنا أجزي به» دليل على ان الصيام يربي الإخلاص في قلب المسلم ومنه يتعامل المسلم في عبادته وأنشطته الاجتماعية بإخلاص وصدق.