الأستاذ د.يوسف الرومي، وإذ نلت ثقة القيادة السياسية بتوليك إدارة جامعة الكويت فإننا نرجو لك - صادقين - سدادا وتوفيقا وسعيا مبذولا خالصا يعيد للتعليم العالي رونقه الذي أخذ يبهت في سنيه الأخيرة، ويعيد أهل العلم إلى عهدهم ومكانتهم والذي ينبغي لكم أن تحتضنوهم ليرتقي بهم التعليم عاليا في مجالاته وفروعه العديدة. فمعادلة التعليم وتطوره أشبه بمعادلة الحكم المرتكزة على قيم المساواة والعدل والحرية، وهي ذاتها قيم التعليم الذي ننشد له النهضة والرقي.
لا يمكننا في هذه المساحة الصغيرة بحروفها ومفرداتها أن نشخص علل التعليم فهي ظاهرة بينة لأولي الألباب. غير أنه يمكننا أن نلقي بعض ضوء على بعض أمور تتصل بعملية تطوير التعليم ولسنا بها إلا من الناصحين. من تلك الأمور:
- إعطاء كل ذي حق حقه، فلا يمكن أن يتطور التعليم وأهله يفقدون بعض حقوقهم غبنا وظلما، ودون أن يلقوا مساندة تقويهم على نيلها.
- المحاباة إن استشرت في مؤسسة أكاديمية تعنى بقيادة المجتمع فهي شر وآفة، ذلك أنها أشبه بالشللية التي تشل حركة التقدم، خصوصا إن كان المحابون ممن يشار إليهم بالعزوف السلبي إنتاجا وعملا وإبداعا، وذلك لعدم قدرتهم على ذلك.
لذلك نجدهم ينطوون على أنفسهم لا يعنيهم سوى مصالحهم.
- بعض المناهج الدراسية صارت كمثل مدرسيها ثابتة جامدة لا تتغير وكأنها جدران صماء صبت بخرسانة صلبة. والعلوم متجددة متفجرة، بينما تلك المناهج متحجرة بأساليبها القديمة قليلة الجدوى والنفع.
- الاستماع الصادق الأمين لمن يشكو ويتشكى مهارة قيادية وخلق إنساني رفيع. فكم من حقوق بخست لأن المستمع لم يستمع بعقله وقلبه وإنما سمع، وشتان ما بين أن تستمع وأن تسمع، فبينهما يوفى الحق أو يضيع. وللاستماع وسائله وطرقه منها المباشرة كالمقابلة ومنها غير المباشرة كالرسالة والمكالمة والبريد. فلا نزال نذكر بألم كيف كانت الأبواب توصد أمامنا بل حتى المكالمات صارت ممنوعة على فئة دون أخرى!!
- الحديث عن التطوير يستجلب الحديث عن تأهيل الهيئة التدريسية وتدريبها بين حين وحين.
فالمدرس (الأستاذ) ضلع المثلث التعليمي العلمي بل هو ضلعها الأساس، فإن صلح صلح به الضلعان الآخران الكتاب والطالب. فليس من الحكمة أن يترك (المدرس) في قسمه التعليمي سنوات طوال دون أن يشجع أو يدفع للتدريب والتأهيل واكتساب الخبرات والمعارف.