هناك البعض من العابثين يجاهرون بالإفطار في نهار الشهر الكريم غير عابئين بكل المثل العليا التي يهدف إليها الصوم ونسمع من بعضهم أن الإفطار والمجاهرة حرية شخصية، فهل المجاهرة بالإفطار حرية؟ وما عقوبة المجاهر بالإفطار؟
يقول د. خالد المذكور: شهر رمضان هو شهر البر والطاعات والرحمة والمغفرة والعتق من النار، جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا، يقول الله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه) وهو شهر من أدى فيه فريضة كاملة كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، والصوم وقاية من المعاصي وصون للنفس عن الفحش والرذائل. واعتبر د.المذكور ان المجاهرين بالإفطار في نهار رمضان من دون عذر خائنون لله ورسوله، كما انهم يخدشون شعور المسلمين ولا يستحيون من الله ولا من الناس، قال صلى الله عليه وسلم: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين» وأوضح أن المجاهر بالإفطار قد ارتكب اثمين عظيمين اولهما انه افطر في رمضان، وثانيهما انه جهر بالإفطار، ولو كان متخفيا مستترا لكان اهون وكان حسابه بينه وبين ربه، ولكنه آذى المسلمين لأنه ارتكب كذلك إثما هو تعمد الافطار في هذا الشهر الكريم، شهر الصوم وكما انه آذى المسلمين بجهره بإفطاره وهذا ذنب آخر وذنب عظيم. قال صلى الله عليه وسلم: «من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة رخصها الله له لم يقض عنه صيام الدهر وإن صامه».وأكد العميد السابق لكلية الشريعة والدراسات الاسلامية السابق د.عجيل النشمي انه يحرم على المسلم الفطر دون سبب من مرض أو سفر أو كبر سن أو حمل ونحو ذلك، فإن أفطر دون سبب فتجب عليه كفارة مع قضاء الأيام التي فطرها، وبعض الفقهاء لا يوجب غير القضاء، ومن قال ان عليه كفارة فهي عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا.
وإذا أفطر المسلم فعليه أن يستتر ولا يجوز له أن يجاهر بالفطر ومن جاهر بالفطر في نهار رمضان قاصدا او مستهزئها فيخشى أن يكفر على ذلك لأنه يستهزئ بركن من اركان الاسلام ويجب على ولي الأمر منع المجاهر بالفطر ويستحق عقوبة تعزيرية من القاضي والعقوبة التعزيرية أي عقوبة يقدرها القاضي وينبغي أن يكون هناك نص على حكم من أفطر في نهار رمضان بغير عذر وجاهر بالاكل او الشرب امام الناس.
ومن كان معذورا ينبغي الا يأكل أو يشرب أمام الناس لئلا يظن به السوء. وكذلك ينبغي لغير المسلم أن يمتنع عن المجاهرة بالاكل او الشرب في نهار رمضان، حفاظا على شعور المسلمين.
ولفت د.النشمي ان من يفطر من المسلمين دون عذر في حاجة الى التوجيه والتذكير بأن يعطل ركنا من أركان الإسلام ويبين له فوائد الصيام النفسية والصحية وأنه يجب أن يكون قدوة لأبنائه أو أصدقائه، وأن الصوم جنة أي وقاية من المنكرات والمعاصي، وينبغي أن يبين له ان هذا الشهر له حرمة ولا يجوز للمسلم ان ينتهك حرمة هذا الشهر، وأن الله تعالى قد جعل الصوم وأجره عنده، وهو أجر عظيم لما ورد في الحديث القدسي: «الصوم لي وأنا أجزي به».