تكتظ صوامع الحبوب في جميع مناطق الحزام الزراعي في أوكرانيا بنحو 15 مليون طن من الذرة من محصول الخريف الماضي، معظمها كان ينبغي أن نراه مطروحا في الأسواق العالمية حاليا.
ووسط معاناة اختناق سلاسل التوريد والارتفاع في أسعار النولون وأحوال الطقس، تستعد الأسواق لاستقبال مزيد من الاضطرابات، إذ تتزايد التعقيدات التي تحيط بصادرات أوكرانيا وروسيا، اللتين تشكلان معا نحو ربع تجارة الحبوب العالمية، مهددة بأزمات نقص في الغذاء، وهو مؤشر عن حجم الفوضى التي صنعتها الأزمة الروسية- الأوكرانية في تجارة الحبوب العالمية، والتي تبلغ قيمتها نحو 120 مليار دولار.
كما تعد أوكرانيا واحدة من كبرى الدول المصدرة للذرة والقمح وزيت عباد الشمس في العالم، وقد توقف تدفق هذه المنتجات بدرجة كبيرة. وأصبحت صادرات الحبوب محدودة حاليا عند 500 ألف طن شهريا، منخفضة عما يصل إلى 5 ملايين طن قبل اندلاع الحرب، مما تسبب في خسائر قيمتها 1.5 مليار دولار بحسب تصريحات وزارة الزراعة الأوكرانية.
ما البديل؟
تتجه الأنظار نحو الهند، التي حافظت تاريخيا على محصولها الهائل من القمح داخل حدودها، البرازيل، مصر والتي تدرس مقايضة الأسمدة بالقمح الروماني وتعقد مباحثات مع الأرجنتين حول استيراد القمح.
وقد حذرت الأمم المتحدة من أن أسعار الغذاء، التي سجلت فعلا أعلى مستوى في تاريخها، قد ترتفع بنسبة 22%. وإذا شهدت صادرات منطقة البحر الأسود انخفاضا حادا فقد تخلف ما يصل إلى 13.1 مليون إنسان آخرين يعانون من نقص التغذية.
وقد رفعت الدول المستوردة قيودها على الاستيراد حتى تحصل على حبوب من مناشئ متعددة، فقامت إسبانيا (ثانية أكبر مستورد للذرة من أوكرانيا) بتخفيف شروطها الخاصة بالمبيدات حتى تسمح باستيراد الأعلاف من الأرجنتين والبرازيل.
هل سيتوقف ارتفاع الأسعار؟
وفى تصريح لأحد المحللين الاقتصاديين في البنك التجاري الألماني، قال إن أسعار القمح ارتفعت بنسبة 40% في الأسابيع الماضية وانه «لا يمكن توقع متى سيتوقف الارتفاع بسبب توقف نحو 30% من صادرات القمح العالمية».
وأضاف أن أوكرانيا أعلنت أنها ستغلق موانئها على البحر الأسود حتى انتهاء الهجوم الروسي، لذلك لن يتم نقل شحنات القمح عبر البحر، وأنه من المحتمل أن تواجه روسيا أيضا صعوبات في تصدير القمح وأن السفن ستتجنب المسارات التي تمر بمنطقة الأزمة.
[email protected]