ظهرت أثار ارتفاع الاسعار الجنوني الذي تعاني منه جميع الاراضي السورية لأسباب داخلية وخارجية، جلية على موائد رمضان التي غابت عن الكثير منها مأكولات ومشروبات مرتبطة بالشهر الفضيل، ناهيك عن تواضع موائد الافطار التي بالكاد باتت تحتوي على نوع واحد أو اثنين، بعد ان كانت تزدحم بالاصناف المختلفة.
وكشفت «جمعية حماية المستهلك» السورية أن الأسعار ارتفعت بنسبة 60% منذ بدء شهر رمضان المبارك، وذلك وسط فوضى تسعير وانحياز الحكومة إلى التجار على حساب المواطنين، بحسب تصريحات رئيس الجمعية، حسبما نقل تقرير لموقع تلفزيون «سورية».
ويصف مراقبون في دمشق وضع الأسواق والأسعار بـ«الأسوأ» منذ ثلاثين عاما، إذ لم يصل مستوى الأسعار لما هو عليه اليوم، فبلغ سعر قرص المعروك الكبير (المعروف في بعض المناطق باسم خبز رمضان) في دمشق 17500 ليرة، والناعم (كيس واحد) 7500 ليرة، أما الحلويات فأرخصها بـ 20 ألف ليرة سورية، وجميعها متوافرة على ارصفة الطرقات لكن الاقبال عليها ضعيف. ويقول فريد، وهو بائع معروك في منطقة باب سريجة بدمشق بحسب تلفزيون «سورية»: «العام الفائت كانت أسعار المعروك (قطعة صغيرة) 1500 ليرة، واليوم 3500 ليرة، في حين القطعة الكبيرة اليوم 17500 ليرة، بعد أن كانت بـ 6000 ليرة العام الفائت.
وعلى غرار دمشق، فقدت معظم العائلات في حلب عاداتها استهلاكية خلال رمضان، بسبب ارتفاع أسعار المأكولات وفقا لموقع «عنب بلدي». ويبدأ سعر قرص «المعروك» من ثمانية آلاف ليرة سورية، ويصل سعر القرص المحشو منه إلى 15 ألف ليرة، ويبلغ سعر ليتر شراب العرقسوس الشهير ألف ليرة، بينما يصل ليتر التمر الهندي إلى حوالي 2000 ليرة، وهو ما يعتبر مصاريف ليست ضمن نطاق قدرة معظم الأسر.
وتشير الاحصائيات التي تتداولها مواقع اخبارية سورية إلى أن الاحتياجات الغذائية لأسرة مكونة من 5 أشخاص تكلف 2.8 مليون ليرة في الشهر، في حين يبلغ متوسط الدخل الشهري 92 ألف ليرة سورية. واغلب الأسر باتت تعتمد على الاعانات أو الحوالات الخارجية التي تأتي من اقارب لهم.