بيروت - اتحاد درويش
وصف النائب عن كتلة «اللقاء الديموقراطي» هادي أبو الحسن عودة سفيري الكويت عبدالعال القناعي والمملكة العربية السعودية وليد البخاري الى لبنان بالخطوة في الاتجاه الصحيح وما تحمله من دلالة بالغة الأثر، على أن لبنان يعود الى دائرة الاهتمام والاحتضان العربي والذي كان من الأساس مطلبنا كلبنانيين مستقلين نؤمن بهوية لبنان وبانتمائه العربي، وما حصل هو أكثر من ضرورة ويؤكد أن لبنان ليس متروكا لأحد.
وعن عودة السفراء الى لبنان عشية الانتخابات النيابية، أكد أبو الحسن في تصريح لـ «الأنباء» أن علاقة الاخوة العرب بلبنان لا تقوم من منطلق الحسابات الصغيرة، بل تقوم على منطق أن لبنان جزء أساسي ومكون لجامعة الدول العربية، وبالتالي المسألة الطبيعية أن يكون بلدنا ضمن هذه الحاضنة، وتكون العلاقات طبيعية وفي أفضل حالاتها، وهذا هو الأساس من وجهة نظرنا، ولا أعتقد أن الاخوة العرب ينظرون الى لبنان من منطلق حسابات انتخابية ظرفية على الرغم من أهميتها الدستورية والمستقبلية، بل من منظار استراتيجي ومن منظار المصالح التي تربط الاخوة ببعضهم البعض.
وعن معالجة الأسباب التي أدت الى تدهور علاقة لبنان بدول الخليج، لفت أبو الحسن الى أنه كان مطلوبا من الحكومة اللبنانية القيام بخطوات، وقد قامت بجهد كبير في اتجاه عودة الديبلوماسية الخليجية الى لبنان، كما أن اللبنانيين الوطنيين عبروا خير تعبير عن موقفهم الرافض لكل محاولات التطاول والاستهداف للمملكة ولكل دول الخليج، وكان هذا الأمر موضع تقدير لدى الإخوة الخليجيين فبادروا الإيجابية بالإيجابية. وأن ما جرى التوصل اليه كان مقبولا وضمن الممكن حتى اللحظة، مع تفهم الاخوة العرب للخصوصية الداخلية اللبنانية وللواقع الداخلي والخارجي.
من جهة ثانية وعلى صعيد الاتفاق المبدئي الذي توصلت اليه الحكومة اللبنانية مع صندوق النقد الدولي أكد أبو الحسن على أهمية هذا الاتفاق بالنسبة للبنان الذي هو أكثر من ضرورة في هذه الظروف، وأن الدولة اللبنانية محكومة بتنفيذ الاتفاق وأن عليها العبور بالممر الإلزامي من خلال إقرار سلسلة خطوات إصلاحية بدءا بالموازنة ومرورا بقانون الكابيتال كونترول وصولا الى تشكيل الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء، وعلى مجلس النواب إقرار القوانين المطلوبة، وأن يوقع لبنان مع الصندوق قبل الانتخابات النيابية، وهذا من شأنه أن يسرع ويسهل عملية الإصلاحات والمساعدات للبنان، وان البديل عن الاتفاق مع الصندوق هو الانهيار التام وعلينا الاختيار.
وفي الشأن الانتخابي، رأى أبو الحسن أن المواجهة في الانتخابات النيابية المقبلة هي مواجهة سلمية ديموقراطية وتحت عنوان أي لبنان نريد، هل لبنان العربي، المتنوع، المنفتخ وذات القرار المستقل، أم لبنان الملحق التابع والخاضع لمحاور لا تشبهه، فإذا انتصر محور الممانعة هناك تشكيك في إمكانية الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وهناك حكومة من لون واحد أو بأغلبية واضحة، ورئيس جمهورية يتبع لفريق ولا يراعي الخصوصية اللبنانية، وهذه كلها عوامل تؤثر في مستقبل لبنان، ولهذا السبب هذا الاستحقاق الانتخابي هو مهم جدا لناحية إنقاذ الشعب اللبناني من الكبوة التي يعيش فيها.
ولفت أبوالحسن الى تحالف الحزب الاشتراكي في الانتخابات مع القوات اللبنانية والقوى السيادية في دائرة جبل لبنان الثالثة، وفي البقاع الغربي لم يحصل التحالف مع القوات نتيجة ظروف موضوعية لها علاقة بحسابات المنطقة، وفي مدينة بيروت هناك فرز واضح بين لائحتين، لائحة سيادية في مواجهة اللوائح الأخرى، ويبقى التنافس الأبرز في المعركة في دائرة الشوف - عالية، وكل المرشحين أكانوا أحزاب أو أشخاص لا ينظر اليهم على أنهم أعداء أو خصوم سياسيون، بل الموضوع بالنسبة لنا هو صراع، بين النهج السيادي ونهج الإلحاق والممانعة، وكل من ينضوي في ظل ذلك الخط يضع نفسه في مواجهتنا انتخابيا.