انتشرت وللأسف الشديد بعض التسجيلات على المواقع تحمل إهانات للمتقاعدين بدافع الحسد من منحة الدولة لهم، ومن قاموا بتوجيه هذه الإهانات للمتقاعدين لا يعرفون مدى ما قدمه المتقاعدون لخدمة الوطن وتحقيق التنمية، بل ولا يعرفون أبسط القيم والمبادئ للتعامل مع كبار السن ومن بينهم الوالدان وكذلك الطبيب والعسكري والقاضي والمعلم ومن جميع الوظائف، الذين قدموا أعمارهم لخدمة وطننا الغالي.
إن مثل تلك التصرفات لا تمثل سوى القلة القليلة التي قامت بها وهي قلة عاقة ويجب إعادتها إلى صوابها من العقلاء، حيث إن تقدم الدول والمجتمعات يقاس بمدى العرفان والوفاء لكبار السن المتقاعدين والتعامل معهم معاملة خاصة تجسد القيم الأصيلة والوفاء.
وفي الدول المتقدمة يتعامل المجتمع مع كبار السن كمواطنين متميزين أو تخصص لهم مميزات أقلها هي بطاقة كبار السن التي تمنحهم الأولوية في الرعاية الصحية والخدمات المختلفة ولم تعرف الكويت مثل تلك التصرفات الشاذة من قلة من يقومون ببث رسائل ازدراء وكراهية وحقد تجاه كبار السن والمتقاعدين وللأسف في شهر رمضان الفضيل، فأين الرقابة على مثل تلك المواقع والأعمال التي تسيء للوطن وللمجتمع؟ فهم بالطبع يعبثون بقيم المجتمع وما نشأنا عليه من مُثل عليا بأن الوفاء والاحترام والعرفان للمتقاعدين قد ارتبط باسم ومكانة الكويت في المجتمع الدولي وفي المحافل الدولية ولا تستحق الكويت ولا المتقاعدون ولا كبار السن ما يتعرضون له من سخرية ليست في محلها.
ويجب إعادة المخطئين إلى الصواب، وقبل ذلك قبلة وفاء على رأس كل متقاعد عرفاناً وامتناناً بما قدموه لخدمة الوطن. وأتمنى أن تقوم أجهزة الدولة بدورها بضبط ومحاسبة من قاموا بتلك التصرفات غير الكريمة لردعهم عن هذه التصرفات ولمنع تكرارها. ويجب أن نعلّم الأجيال القادمة ما تعلمناه من وفاء وعرفان وامتنان وتقدير لكبار السن، خصوصا أن معظم زوار المواقع من الأجيال الجديدة وكم تؤثر زيارات المواقع على اتجاهاتهم وتصرفاتهم وسلوكياتهم.
ومهما قدمنا للمتقاعدين فهو أقل مما يستحقونه، وما زال في رقابنا الكثير لإدخال السعادة إليهم بعد أن قدموا الكثير للأسرة والوطن، وإن تصرف أي ابن عاق يجب أن يتم التعامل معه بما ينبغي لإعادته إلى صوابه ولعدم تكرار هذه التصرفات الشاذة مرة أخرى.