الأمم تبنى بسواعد أبنائها، والشباب هم عماد الوطن وحصنها المنيع وعدتها لمواجهة تقلبات الزمن وغدر الغادرين، وعلينا جميعا أن نغرس في شبابنا الولاء والانتماء للوطن لأن الولاء والانتماء لا يشتريان ولا يباعان، فقدرنا أن نحاط بأعداء يتربصون بنا وحتى لا نبغت كما بغتنا 2/8/1990 علينا أن نحصن جبهتنا الداخلية وعمادها شبابنا الغالي فشبابنا بعضهم مغرر بهم بفعل أصحاب الأجندات ورواد الأيديولوجيات، نعم شبابنا فيهم من غرر به وصار صوتا له صدى بما يسمعه وما تردده جوقه العصيان ودعاه التفسخ ومقاتلو الميكروفونات، يجب أن نلتفت إلى شبابنا ونغرس فيهم قيم الولاء، يجب ان نلتفت إلى شبابنا ونزودهم بما يحتاجونه من علم ومال، ونسهل لهم طلب المعرفة في إنشاء الجامعات الجديدة، وجلب المعلمين الأكفاء، ونسهل لهم الاستقرار النفسي بتوفير وظيفة لهم فور تخرجهم بدل من انتظار الطابور الطويل في سلم العاطلين، شبابنا عدتنا لمواجهة الملمات ودرع الكويت وسيفه الذي سيذود عنها ويدافع عنها عندما تتعرض للخطر، لا سمح الله، فماذا اعددنا لهذا الشباب؟
كيف يعيشون وما الذي يشغل بالهم والمعاناة التي تعتصرهم وها نحن نرى المشاجرات التي تحصل بين الشباب، وبالأمس القريب حدثت مشاجرات بين الشباب واستعملت بها السكاكين والساطور، لابد من تربية الأبناء تربية صالحة من قبل الوالدين والنصيحة الدائمة لهم بأن يتحلوا الأخلاق الحميدة وتعاليم الإسلام، وكذلك المدرسة ودور العبادة ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة في النصيحة لهؤلاء الشباب، لابد أن نوفر لهم سبل العيش الكريم والسكن المناسب، فهم حصن الكويت المنيع وان تركناهم لمن يملك الوسائل بالسيطرة عليهم بالمال والجاه ومخاطبة الغرائز فإننا نفرط في سلاحنا وذخيرتنا، هل المال يبنى الأمم ويبعث نهضتها؟!
لا والله فالمال وحده ليس كافيا للبناء والنهضة، إنما نهضة الشعوب تقوم على أكتاف وسواعد شبابها، فهم شريان الحياة للكويت ومعينها الذي لا ينضب، ولابد أن نوفر العمل لكل عاطل قبل أن نحاسبهم، ولندرك خطورة البطالة وأضرارها على المجتمع، ولنسع جاهدين إلى إيجاد حل سريع وحازم لها، فنحن للأسف نعيش الارتجال والتخبط بأبشع صوره، فلو كان هناك تخطيط جيد لعرفنا عدد خريجينا خلال السنوات القليلة القادمة، وأعددنا لهم وظائف، فبمجرد تخرجهم يجدون الوظائف بانتظارهم، فهذا هو التخطيط كما يفهمه العالم المتحضر، إن الدولة هي المسؤول الأول عن توفير العمل لكل كويتي كما ينص الدستور.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين عليها من كل مكروه، واسأل الله أن يصرف عنا هذا الوباء اللهم آمين.
[email protected]