فقدت الكويت أحد الديبلوماسيين الجهابذة من السفراء الكويتيين المعتمدين لدى الجمهورية السورية سابقا، وهو العم أحمد عبدالعزيز الجاسم، والذي رحل، رحمه الله، في شهر من أعظم الشهور عند الله عز وجل، شهر رمضان المبارك.. وبدوري أعزي ذويه برحيله و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
وما زلت من خلال متابعتي لشخصيات ديبلوماسية فاعلة على مستوى الخارجية الكويتية خارج الوطن لما لهم من ثقل على مستوى القضايا العربية والدولية، لذا أكتب عن الراحل، رحمه الله، أحمد الجاسم كمثال يحتذى به لمن هم في مدارج التخرج في مدرسة الخارجية الكويتية العريقة.
ولأن مثل هؤلاء الرجال لابد أن يخلدهم التاريخ السياسي في الكويت حفظا للمسيرة الديبلوماسية منذ الاستقلال وإلى الآن، لقد كان للعم أحمد عبدالعزيز الجاسم دور في اللجنة السداسية الخاصة لحل الأزمة اللبنانية والتي شكلت بقيادة سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، آنذاك، رحمه الله، كما أن له تاريخا مشرفا بالعمل في المناطق والبؤر الساخنة «عسكرياً وسياسياً» في الوطن العربي، ومنها بغداد وليبيا وطهران وباكستان، تلك المناطق التي تعتبر خطوط التماس للانقلابات والسياسات الأكثر تجييشا للحروب الأهلية والعربية والثورات من أجل الإنسانية.
ولابد ألا ننسى موقف السفير الكويتي الراحل العم بونائل، رحمه الله، في تحديه لرئيس النظام العراقي البائد المحتل للكويت ودفاعه عن وطنه الكويت.
وأما من هم على مقربة من هذا الرجل الديبلوماسي الكويتي المخضرم وبعيدا عما ذكرناه في ممارساته المهنية في العلاقات الخارجية الديبلوماسية من موقعه كسفير كويتي، فيعلمون أنه على المستوى الاجتماعي كانت له أياد بيضاء في مساعدة الكثيرين ممن حوله والأخذ بيدهم، وعندما يطرق باب العم أبونائل، رحمه الله، فإن بابه لا يغلق بل يعاون ويسهم ويدعم كل ذي حاجة.
اللهم اجعل مأواه الجنة مع الشهداء والصديقين، لقد رحل السفير الجهبذ، لكنه باق في ذاكرة الكويت الديبلوماسية مرجعاً للأجيال.
[email protected]