أصبح السنغالي نجم ليفربول ساديو ماني بجوار زميله النجم المصري محمد صلاح يمثلان حالة فارقة بعد كل سجدة يطلان برأسيهما فيها على الأرض، حتى ظن زملاؤهما أن سجدتهما هذه هي مصدر القوة الخارقة التي تعطيهما التفوق.. يحرزان معا ويسجدان معا.. حتى في الإعلان عن الأفضل في القارة كلها لعام 2017، تنافسا معا حتى تم إعلان الفائز منهما.
السنغالي ساديو ماني رفيق محمد صلاح في ليفربول، والذي ضرب معه أروع الأمثلة في تصحيح الصورة عن الشباب المسلم، فأثبت بتفوقه مع رفيقه أن هناك شبابا مسلمين قادرون على أن يذودوا عن الإسلام بتفوقهم وأخلاقهم.
وبعيدا عن الملعب، فساديو ماني مختلف بشكل كبير عن الفكرة التي يعرفها الجميع عن لاعبي كرة القدم في أوروبا، حيث إنه لا يشرب الخمور تماما، نظرا لأنه مسلم متدين، ويحافظ دائما على تعاليم الدين، كما لا يعتبر من اللاعبين الذين سرقتهم أضواء الشهرة، حيث يشهد له الجميع بأنه شخص متواضع للغاية، كما أنه محبوب من قبل الجميع في «الريدز»، فقد نشأ اللاعب في قرية بامبالي الواقعة في جنوب السنغال، وكان والده إمام المسجد، وعندما أعد أحد المراسلين تقريرا عن اللاعب في مسقط رأسه، علم أن ماني تبرع بمبلغ مالي من أجل إعادة بناء هذا المسجد، كما أنه يخطط لإنفاق المزيد من الأموال لإقامة بعض المشاريع، لمساعدة المجتمع المحلي.
وفي احدى المرات الإعلامية التي ظهر فيها، تحدث ماني عن ماضيه الاجتماعي الصعب، واعترف بأنه بعد الفقر والمعاناة التي مر بهما في طفولته، لا يحتاج أن يعيش الآن في بحبوحة ورفاهية على غرار أغلب نجوم الرياضة لكي يكون سعيدا، وشدد على أنه غير مهتم بالكماليات في حياة لاعب كرة القدم، وأن ما يهمه هو مساعدة الناس، والفقراء في وطنه السنغال. وقال ماني: «لماذا أحتاج لـ10 سيارات من طراز فيراري، و20 ساعة من الألماس، وطائرتين؟ ماذا ستفعل هذه الأشياء بالنسبة لي والعالم بأسره؟ لقد عانيت من الجوع، واشتغلت في الحقول الزراعية، ولعبت كرة القدم حافي القدمين، ولم أذهب إلى المدرسة.. لدي اليوم فرصة لمساعدة الناس.. لقد بنينا المدارس والملاعب، ونوفر الملابس والأحذية والطعام للأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع، وأنا أفضل أن يحصل أصدقائي ومواطني بلادي على القليل مما أملك».