يسود التوتر الأراضي الفلسطينية مع مواصلة الحملة العسكرية التي تشنها قوات الاحتلال في جنين، وسط تحذيرات من انفجار موجة من الغضب لمنع المستوطنين من تدنيس المسجد الأقصى المبارك فيما يسمى «ذبح القرابين».
فقد دعت حركة حماس الفلسطينيين إلى النفير اليوم في جمعة (فجر حماة الأقصى) دفاعا عن القدس والأقصى، وإفشالا لمخطط «ذبح القرابين» فيما يسمى عيد الفصح اليهودي.
واستنفرت الحركة، في تصريح صحافي أوردته وكالة «شهاب» للأنباء الفلسطينية أمس، «جماهير شعبنا المجاهد، في كل أنحاء أرضنا المحتلة، لشد الرحال في (فجر حماة الأقصى)، والاحتشاد والرباط والاعتكاف في رحاب المسجد الأقصى المبارك، دفاعا عن القدس والأقصى، وحمايتهما من خطر الاحتلال وتغول المستوطنين». ودعت حماس إلى «إفشال خطط تدنيس الحرم فيما يسمى ذبح القرابين».
وكانت الرئاسة الفلسطينية والفصائل بما فيها حركة حماس، حذرت امس الأول من مغبة السماح للجماعات الاستيطانية بتقديم قرابين الفصح اليهودي الذي يبدأ اليوم الجمعة ويستمر أسبوعا في الحرم القدسي.
ودعت الفصائل الفلسطينية عقب اجتماع طارئ لها في غزة أمس الأول، إلى «التعبئة الشعبية العامة» دفاعا عن المقدسات والمسجد الأقصى.
وحذرت الفصائل في بيان مشترك عقب اجتماعها بدعوة من حماس من «التهديدات الخطيرة التي يتعرض لها المسجد الأقصى من قبل المستوطنين وجماعات الهيكل المزعوم». كما حذرت من تهديد إسرائيل باقتحام مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية، مؤكدة على «وحدة الشعب الفلسطيني وفصائله في مواجهة الاحتلال والعدوان».
ودعت الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم إلى «أعلى درجات الجهوزية للخروج بمئات الآلاف في كل مكان دفاعا عن فلسطين وعاصمتها الأبدية ومسجدها المبارك، والتحرك الشعبي من أجل دعم أهل جنين وكسر الحصار المفروض عليها».
وحثت الفصائل على «الزحف الكبير لأداء صلاة الجمعة 14 رمضان في المسجد الأقصى والرباط فيه حماية له من دنس المستوطنين»، داعية «المقاومة الفلسطينية في كل مكان إلى مزيد من الاستنفار والجهوزية دفاعا عن القدس والأقصى».
في هذه الأثناء، واصلت قوات الاحتلال حملتها المستمرة منذ أسبوع على محافظة جنين شمال الضفة الغربية، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان «استشهاد شابين متأثرين بإصابتهما نتيجة العدوان الإسرائيلي».
وبحسب مصادر محلية، فإن الشابين مصطفى أبو الرب وشأس الكممجي قتلا خلال اشتباكات في قرى واقعة في محيط مدينة جنين، معقل الحركات المسلحة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية.
والكممجي هو شقيق الأسير الفلسطيني أيهم الكممجي الذي كان من بين الأسرى الستة الذين فروا في سبتمبر الماضي من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة عبر نفق حفروه أسفل السجن قبل أن يعاد اعتقالهم لاحقا.
وشيع آلاف الفلسطينيين الشابين اللذين لف جثمان أحدهما بالعلم الفلسطيني بينما لف جثمان الثاني بوشاح حركة الجهاد الإسلامي.
وتقول مصادر إن الشابين قتلا خلال احتجاجات التي فجرها قيام جنود إسرائيليين بقتل ثلاثة فلسطينيين بالضفة الغربية أمس الأول، من بينهم فتى ومحام مناهض للاستيطان مما فجر احتجاجات في رام الله وبيت لحم أمس.
وزعم الجيش الإسرائيلي أنه ينفذ «عمليات مكافحة إرهاب» في الضفة الغربية المحتلة.
وشن الجيش الإسرائيلي السبت عملية واسعة في الضفة الغربية المحتلة قائلا إنه يتعقب مشتبها بهم على صلة، وفقا له، بالهجمات ضد إسرائيل خصوصا الهجوم الذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص الخميس الماضي في وسط تل أبيب نفذه شاب فلسطيني من جنين.
وقد عم الإضراب الشامل محافظتي رام الله والبيرة، وبيت لحم أمس، حدادا على أرواح القتلى، واستنكارا للاغتيالات الإسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، شمل الإضراب كل مناحي الحياة التجارية والقطاعات العامة والخاصة، بما فيها المؤسسات التعليمية في محافظة رام الله والبيرة.
وكانت حركة «فتح» إقليم رام الله والبيرة أعلنت في بيان لها عن الإضراب الشامل والنفير العام، بعد ما جرى الليلة قبل الماضية من اقتحامات واغتيالات واعتقالات في محافظة جنين ومخيمها، ومدينة نابلس، وبلدات سلواد وكوبر وحوسان، وارتقاء كوكبة جديدة من القتلى.