محمد الدشيش
بالأهازيج يستقبل الأهالي والأطفال موسم القرقيعان في كل رمضان «سلم ولدهم يالله.. خله لامه يالله» بعد انقطاع لمدة عامين بسبب جائحة «كورونا»، ويعود القرقيعان هذا العام بارتداء الملابس الجديدة وتشكلية الحلويات وعلب واكياس القرقيعان المختلفة، لكن الأسعار كانت مرتفعة جدا عن السابق وأصبح القرقيعان منافسة بين العوائل لدرجة وصوله الى مرحلة التباهي بأفضل قرقيعان وافضل ملابس وافضل تقديم، ولايزال البعض محافظا على البساطة في التقديم واللبس، مرددين «عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم». ولمتابعة الاستعدادات للقرقيعان كانت جولة «الأنباء» على بعض محلات بيع القرقيعان بالشويخ، واستطلعت اراء البائعين والأهالي، وفيما يلي التفاصيل:
كانت البداية مع جاسم المعيوف الذي قال لـ«الأنباء»: القرقيعان موروث شعبي، وكان من عهد جدي وأبوي وأنا وأبنائي والآن أحتفل مع احفادي، ورغم انقطاع القرقيعان لمدة سنتين بسبب كورونا وتوافقا مع الإجراءات الصحية حيث التزمنا بها حفاظا على صحتنا وصحة الجميع، لكن لاتزال ذكرى القرقيعان موجودة واليوم أنا مع العائلة لنشتري القرقيعان ولاحظنا وجود اشكال جديدة والزحمة شديدة رغم اننا متواجدين في أكبر مكان لبيع القرقيعان، كما أن الاسعار كانت مرتفعة نسبيا.
كما التقينا فاطمة الشمري التي قالت «قرقيعان وقرقيعان بيت قصير ورميضان» عدنا والعود احمد بعد انقطاع عامين، ولله الحمد ها نحن نشتري القرقيعان من جديد، لكن فوجئنا بارتفاع الأسعار ولا نعرف السبب هل التاجر يبي يعوض على حساب المستهلك ولا هناك اسباب اخرى لا نعرفها؟ وترى القرقيعان من عام الى عام يختلف ويتطور وتتغير الملابس والقرقيعان، وأصبحت تقام له حفلات للقرقيعان في المنازل، أما القرقيعان القديم قرقيعانا الاصلي فهو تقريبا انتهى والذي كان الصغار يلفون على البيوت القريبة من بيوتهم، واصبح القرقيعان بين العوائل فقط حتى الدول القريبة من عندنا اصبحت تقلدنا في القرقيعان من كثر ما نبدع فيه، وكل عام وانتم بخير وعساكم من عواده.
ارتفاع الأسعار
والتقينا مع الطفلة دانة الهزاع فقالت لـ«الأنباء»: سنتان ونحن ننتظر القرقيعان رغم اننا كنا اثناء «كورونا» نحتفل بالقرقيعان مع اهلنا فقط، إلا ان هذا العام الوضع مختلف وعاد القرقيعان بقوة وسنعود للبس الكيس ولبيوت الجيران والمحافظة على النظام والابتعاد عن الشوارع والسيارات.
كذلك قال بدر العدواني وشقيقه عدوان العدواني: من امس ونحن متفقين مع الوالدة انها تأخذنا من المدرسة مباشرة للسوق لنشتري ملابس وحلويات القرقيعان لكن الزحمة شديدة في جميع الاسواق ومحلات بيع القرقيعان، والحمد لله اشترينا قرقيعان وملابس بأشكال جديدة أول مرة نشوفها لكن الوالدة تقول ان الاسعار غالية حيل.
والتقينا عبدالكريم الظاهر، الذي قال لـ«الأنباء»: رمضان ليال روحانية وعبادة لكن القرقيعان موروث شعبي وتاريخي، ورغم انقطاعه العامين السابقين الا انه عاد هذا العام وفوجئت بالزحمة الشديدة التي لم أرها من قبل، وهذا ان دل فإنما يدل على ان الناس متشوقة للقرقيعان بعد انقطاع لمدة عامين، وكما فوجئت بالزحمة كانت المفاجأة الكبرى بارتفاع الاسعار، فبعض علب الحلويات معروف سعرها 5 دنانير واذا تبي تزيد زيد ربع ولا نص دينار مو تزيد دينارين وثلاثة على العلبة والله حرام اللي قاعد يسوونه فينا هالتجار اللي يستغلون المناسبات لرفع الاسعار، ونحن نطالب الجهات المعنية برصد المحلات التي تتعمد رفع الأسعار ومحاسبتها.
من جهته، قال حمدان التركماني: الحمد لله بعد انقطاع سنتين عن القرقيعان عاد الاطفال للاحتفال به من جديد، واعتبرها عادة حميدة ان نشاهد فرحة الاطفال بالشارع، وكان القرقيعان بالسابق جدا بسيط ويحتوي على زبيل وتوضع به مكسرات وحلويات ونمر على البيوت وبعد ترديد بعض الاغاني ونصف بالدور وتقوم بعدها صاحبة المنزل وتخرج لنا بالزبيل وتغرف لنا وتعبي اكياسنا بالقرقيعان، واليوم اختلف الوضع 180 درجة فأصبح القرقيعان للتباهي مثل البوفيهات المتنوعة ووصل ببعض الناس لمرحلة التبذير وبسبب التباهي والتبذير تجد مقابله تاجرا يستغل الفرصة لرفع الاسعار، ولكن لو تسألني عن القرقيعان السابق والحالي والفرق بينهما فالقديم كانت له لذة اثناء اللفة بالشارع وتحصل به كثير من المقالب المضحكة من بعض الشباب ومن الاهالي وهناك من يرشنا بالماء لتفريقنا وهناك كثير من المقالب المختلفة، اما القرقيعان الحالي فهو مختلف واصبح داخل المنازل وعزايم ولبس وتصوير وتبذير، واما عن الاسعار فقد سمعت ان بعض الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي تبيع 12 علبة قرقيعان بسعر 60 دينارا وهذا قمة الجنون ولكن الاسعار بصفة عامة مرتفعة عن السابق، لكن اقول الحمد لله الذي رفع الغمة عن هذه الامة.
فرحة كبيرة
أما نادية المحروقي من الامارات فقالت لـ«الأنباء»: دول الخليج متشابهة في عاداتها وتقاليدها الى حد كبير ولكن الكويت الدولة الوحيدة التي تحتفل بالقرقيعان من 12 رمضان حتى 16 رمضان ومخصص للاطفال ولكن بالامارات نحن نحتفل بالقرقيعان في تاريخ 15 شعبان ومخصص للجميع ويتميز باللبس الشعبي «البخنق والدراعات القديمة» والتوزيع على الاهل والجيران اما بالكويت فالوضع مختلف واجمل بالاحتفالات فالاولاد يحتفلون وحدهم والبنات وحدهن وابلغتني احدى الصديقات، وقالت بالسابق كان بعض الشباب يعمل مقالب بينهم وبعض الاحيان مع البنات.
والتقينا مع الطفلتين فاطمة عبدالكريم وفاطمة علي وقالتا: أتينا بملابس المدرسة الى محلات بيع القرقيعان وما تصدق شنو كانت فرحتنا من بعد سنتين ندخل الى السوق لنشتري القرقيعان والعام الماضي لم نحس بالقرقيعان وكان داخل البيت مع الاهل ولكن هذا العام الوضع مختلف، ووجدنا اشكالا جديدة ومتنوعة وشغلات جميلة جدا والملابس اشتريناها قبل اسبوع والقرقيعان اليوم وعلب القرقيعان بعد الفطور من المباركية.
تشكيلات جديدة
والتقينا مع مدير احدى الشركات الكبرى لبيع القرقيعان، فقال نحن في شارع الجملة ومحلنا متخصص ببيع الحلويات واهم موسم عندنا في السنة هو موسم القرقيعان ويليه في البيع موسم الربيع وبعد انقطاع عامين عن القرقيعان والربيع عدنا من جديد وقد وفرنا كمية كبيرة من الحلويات بأشكالها القديمة وهناك تشكيلة جديدة لاصحاب التميز وعند سؤال «الأنباء» عن شكوى كثير من الاهالي عن ارتفاع الاسعار قال لا انكر ان الاسعار مرتفعة عن العامين السابقين، ولكن السبب يعود الى عدة اشياء منها «كورونا»، وقلة الاستيراد وايضا الارتفاع كان من المصدر.