أرأيت حين تفقد الأمل ثم وجدت هذه الآية أمامك تحمل معها الأمل والتفاؤل واليقين، ليس في تحقيق حلم واحد، ولكن في تحقيق كل الاحلام التي تشغل بالك، آية واحدة قادرة على ان تلملم شتات أمرك في جملة واحدة جامعة شاملة: (عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً).
فكيف لقلب يؤمن بأنه لا مستحيل مع الدعاء والرجاء أن يقنط من رحمة الله؟ أنى له وهو يتلو آيات تدعوه أن يستبشر وينتصر على مشاعر الاحباط والاكتئاب ويمضي في هذه الحياة وهو حامل لواء (عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً) ويفتح للأمل أبوابا حينما يتأمل ويتدبر في جمال الآية وهي تغلب الوساوس الشيطانية التي تعد بالفقر والحاجة، ويتيقن انه مهما طال انتظار فلابد أن يظفر بمطلوبه، ما دام القلب يؤمن بأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين.
(عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً).
أحبابك الذين ابتعدوا، الذين مرضوا، من جفا منهم واختفى، من خذلك وخيبك ظنك، اشياؤك الثمينة، صحتك، سعادتك التي تحلم بها، كل هذا بدعاء صادق من قلب مخلص يستطيع الله ان يجمعه لك وترى الآية الكريمة حقيقة امام عينيك:
عســـى الكــــرب الـــذي أمسيــت فيه
يكـــــــون وراءه فــــــــــرج قريــــب
فيـــأمن خــــائف ويفـــــك عــــان
ويأتـــي أهلـــــه النــــائي الغريـــــب