ناصر العنزي
في ليلة من ليالي رمضان المباركة من العام 1989 عاشت الجماهير القدساوية لحظة لم تغب عن أذهانهم حتى الآن، عندما تحول حزنهم إلى فرح في «لحظة»، وذلك في مشهد درامي لم يتكرر في ملاعبنا، وذلك في مواجهة احتضنها ستاد الصداقة والسلام بنادي كاظمة بعدما امتلأت مدرجاته بالجماهير.
كانت المناسبة نهائي كأس سمو الأمير بين الغريمين اللدودين القادسية والعربي بحضور سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله رحمه الله، واصطفت الجماهير عقب الإفطار عند بوابات ملعب الصداقة بنادي كاظمة في منطقة العديلية التي شهدت ازدحاما في السيارات، وكان يومها العربي بطلا للدوري وفي عز نجوميته، فيما غاب القادسية طويلا عن تحقيق البطولات لمدة 10 مواسم وكانت كفة الأخضر هي الأرجح والأكثر ميلا للفوز.
ولعب القادسية بتشكيلة مكونة من فيصل الشعلان وطلال النملان ومحمد بنيان وناصر بنيان وأحمد الشمري وسالم ميرزا وعبيد الشمري ووليد الفليج وحمد الصالح ومحمد إبراهيم وفيصل الدخيل.
ومثل العربي كل من: عبدالرضا عباس وعامر ياسر وفرج نفاع وسامي الحشاش وحميد باشا وفاضل مطر وأسامة حسين وأحمد عسكر وعبدالله البلوشي وعبدالله منصور وعنبر سعيد.
وسجل القادسية مبكرا عن طريق المدرب الحالي محمد إبراهيم، ورد عليه الأخضر في الشوط الثاني عن طريق عبدالله منصور، ودار مخرج المباراة بكاميرته يرصد الفرحة بهدف التعادل في مدرجات العربي، وفجأة صرخ المعلق خالد الحربان «خطرة خطرة» فعادت المباراة للمشاهد وكرة سالم ميرزا لاعب القادسية تزحف إلى داخل مرمى العربي معلنة هدفا، فانفجرت مدرجات القادسية فرحا غير مصدقة حتى أطلق الحكم عيسى الجساس صافرة الفوز بالكأس، ويكاد لأول مرة يشاهد المتفرج خلف الشاشة «هدفين في وقت واحد».