قامت قوات الاحتلال الصهيونية باقتحام المسجد الأقصى وإغلاق بواباته، والاعتداء على المصلين العزل داخل المسجد وفي ساحاته الخارجية في شهر رمضان المبارك ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والتشريعات الدولية وأيضا دنست الأرض المقدسة والمسجد المبارك.
علينا أن نعرف أن الصهيونية حركة عنصرية، وهذا ثابت في قرار الأمم المتحدة لمن يريد الانطلاق من القوانين الدولية والنظام العالمي وكذلك وجودها التنظيمي «غير شرعي» على أرض دولة فلسطين العربية المحتلة، ضمن تشكيلات إدارية استخباراتية أمنية عسكرية تمثل قاعدة معادية لكل «العرب» وليس لـ «جزء من العرب»، وهذا الكيان المزروع اصطناعيا بلا جذور يعمل ضد «كل العرب» عدوانيا متبعا كل الوسائل والأساليب وهذه هي حقيقة هذا الكيان السرطاني الثابتة تاريخيا، وهذا هو واقعه المستمر إلى حاضرنا الحالي.
عند الصهاينة كل العرب «أعداء» وهم ساعون إلى قهرنا وتدميرنا وصناعة الفرقة بيننا على كل المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وهذا ليس كلام «شعارات» وليس كلام «عواطف غاضبة» بل هو «واقع الحال» والصهيونية لا تعادي العرب والعروبة فقط، بل هي ضد «الإسلام» بكل تنوعاته وتفرعاته وأقسامه وأنواعه وتشكيلاته.
إن هذه العداوة ضدنا كـ«عرب» و«مسلمين» هي عداوة «ذكية» «خبيثة»، من خلال زراعة الفتنة وتشجيع الانقسامات وتحريض الاخوة ضد بعضهم البعض وصناعة «سياسة المحاور» وتفجير الصراعات في المنطقة لاضعاف الجميع من خلال حروب الاخوة ضد بعضهم البعض تحت مختلف اليافطات والأسباب.
فالصهيونية قد تدعم فريقا ضد آخر، بل إنها قد تدعم «الجميع!» في صراعات المحاور، وما يخدم امتداد العمر الزمني لها وإطالتها لكي يضعف «الاخوة» وتبقى الصهيونية قوية وتتوسع في مشروعها الاستيطاني.
إن الصهيونية نواياها «خبيثة» وهذا لا يعني أنها تتحرك في واقعنا العربي والإسلامي من «غير تفكير» ولا «تخطيط»، بل على العكس فهم يستخدمون العلم والأبحاث والإعلام والتجارب المتراكمة لديهم، وسياسات الصهيونية المعلنة «دعائيا» تختلف عن حركتها الواقعية على الأرض.
ما نريد أن نقوله ونؤكد عليه أن الصهيونية «عدو يفكر» ويضع خططا مستقبلية قريبة وبعيدة الأمد، لذلك علينا نحن العرب أن نقرأ الواقع الصهيوني كما هو كـ«عداوة» لنا وكـ«خطر وجودي» ضدنا، فإذا كنا في موقع ضعف حاليا فليس ذلك الضعف هو قدر متواصل بل حالة «مؤقتة» وهذا هو قانون الحياة ومسار الطبيعة، فالقوي سيصبح ضعيفا والعكس صحيح، لذلك ليس الاستسلام هو الحل وليس الخروج من الصراع سيخلق لنا الهدوء والنهضة والتنمية، وهذا ما أثبته التاريخ وحركة الواقع، فلندرس المسألة قليلا بعقل هادئ يخطط ويفكر بما فيه مصلحتنا القومية كـ«عرب»، وليس أن نستهلك مخططات الآخرين الأعداء لنا وننفذها على انفسنا بما يضرنا ويدمر دولنا ومجتمعاتنا وهذه هي المأساة الأكبر.
إن دولة فلسطين المحتلة هي وقف إسلامي وأرض عربية محتلة وهي قضيتنا كلنا كـ«مسلمين» وكـ«عرب» وهذا الكيان الصهيوني هو «عدو» يفكر للقضاء علينا فلنعرف تلك الحقيقة.