تلقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي اتصالا هاتفيا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) انه جرى خلال الاتصال بحث العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بما يحقق مصالح البلدين والشعبين الصديقين.
وأكد الأمير محمد بن سلمان، خلال الاتصال مساندة المملكة للجهود التي تؤدي إلى حل سياسي للأزمة في أوكرانيا ويحقق الأمن والاستقرار.
في غضون ذلك، أعلنت موسكو أنها حظرت دخول رئيس الوزراء بوريس جونسون وعدد من المسؤولين البريطانيين الآخرين ردا على العقوبات البريطانية ضدها بسبب غزوها أوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «تم اتخاذ هذه الخطوة ردا على الحملة الإعلامية والسياسية التي تقوم بها لندن والتي تهدف إلى عزل روسيا دوليا وتهيئة الظروف لخنق اقتصادنا».
وأضافت الوزارة أن «القيادة البريطانية تتعمد مفاقمة الوضع المرتبط بأوكرانيا وتزود نظام كييف بأسلحة فتاكة وتنسق جهودا مماثلة نيابة عن حلف شمال الأطلسي».
ومن بين الأشخاص الذين طالهم هذا الإجراء نائب رئيس الوزراء دومينيك راب ووزيرة الخارجية ليز تراس ووزير الدفاع بن والاس ورئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي ورئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجون. وأعلنت «الخارجية الروسية» أنها تستعد لوضع عدد إضافي من السياسيين البريطانيين وأعضاء البرلمان البريطاني على القائمة السوداء.
وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام أميركية أن روسيا قدمت شكوى رسمية إلى الولايات المتحدة تحذر فيها الحكومة الأميركية من «عواقب غير متوقعة» بعد الزيادة الكبيرة في مساعدتها العسكرية لأوكرانيا. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن موسكو تحذر في هذه المذكرة الديبلوماسية، الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي «الناتو» من إرسال أسلحة «أكثر حساسية» إلى أوكرانيا، معتبرة أن هذه المعدات العسكرية «تؤجج» التوتر وقد تؤدي إلى «عواقب غير متوقعة».
ميدانيا، وبعد يومين من خسارة البحرية الروسية سفينة القيادة لأسطول البحر الأسود «موسكفا» تواصل القوات الروسية عملياتها الانتقامية. وعادت العاصمة الأوكرانية إلى عين العاصفة، حيث تعرضت أمس لقصف صاروخي بعد أسابيع من عدول القوات الروسية عن اجتياحها بسبب المقاومة الشرسة التي واجهتها، وتركيزها على معركة الشرق في محاولة للسيطرة على كامل اقليم دونباس.
وأعلن فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف في تصريحات أن شخصا لقي مصرعه وأصيب عدة أشخاص في هجمات صاروخية على العاصمة صباح. وأضاف أن المسعفين حاولوا إنقاذ حياة المصابين، وقال على «فيسبوك» «تعرضت كييف للقصف. دوت انفجارات في منطقة دارنيتسكي في ضواحي المدينة». وأضاف «كييف كانت ولاتزال هدفا للمعتدي» ودعا كليتشكو مجددا السكان الذين غادروا المدينة إلى عدم العودة إليها، بل البقاء في «مكان آمن».
وأعلنت السلطات الأوكرانية العثور على جثث أكثر من 900 مدني خارج العاصمة، قالت الشرطة إن معظمهم قتلوا بالرصاص، ومن المرجح أنهم «أعدموا ببساطة».
وقال رئيس شرطة منطقة منطقة دارنيتسكي الشرقية في كييف، أندريه نيبيتوف، إنه في البلدات المحيطة بكييف، تم ترك الجثث في الشوارع أو دفنت مؤقتا. واستشهد ببيانات الشرطة التي تشير إلى أن 95% ماتوا متأثرين بأعيرة نارية.
وأضاف نيبيتوف «بناء على ذلك، نحن نفهم أنه في ظل الاحتلال (الروسي)، تم ببساطة إعدام الناس في الشوارع». وأضاف أنه يتم العثور على المزيد من الجثث كل يوم تحت الأنقاض وفي مقابر جماعية، مع العثور على أكبر عدد في بوتشا، أكثر من 350. وفي السياق، استهدف القصف الروسي أمس مصنعا عسكريا ينتج دبابات خصوصا في ضواحي العاصمة. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها أمس إن موسكو دمرت مباني إنتاج في مصنع للعربات المدرعة في كييف ومنشأة تصليح عسكرية في مدينة ميكولايف. وأضافت الوكالة أن الضربات نفذت بأسلحة بعيدة المدى عالية الدقة.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف هدد بانه: «ستتم زيادة عدد وحجم الهجمات الصاروخية على مواقع في كييف ردا على ارتكاب النظام القومي في كييف أي هجمات إرهابية أو عمليات تحويل على الأراضي الروسية».
وأكد كوناشينكوف أن روسيا استخدمت الصواريخ لتدمير منشأة لإصلاح وإنتاج أنظمة الصواريخ في كييف.
وبالتوازي مع ذلك، واصلت القوات الروسية استعدادها للهجوم الكبير في شرق أوكرانيا، مع استمرار القتال أيضا في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية المدمرة، حيث أفاد السكان المحليون برؤية القوات الروسية تنتشل الجثث. ففي مدينة خاركيف شمال شرق البلاد، أدى قصف منطقة سكنية إلى مقتل سبعة أشخاص، من بينهم طفل يبلغ من العمر 7 أشهر، وإصابة 34 آخرين، وفقا لحاكم المنطقة أوليه سينهوبوف. أما جنوبا، فقد اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات الروسية التي تحتل أجزاء من منطقتي خيرسون وزاباروجيا بإرهاب المدنيين والبحث عن أي شخص خدم في الجيش أو الحكومة الأوكرانية.