(إنما أشكو بثّي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون) (آية 86)، يئست من كل سامع ومن كل قريب وبعيد، وجهتي في كل أمر يزعجني ويضيق به صدري سجادتي موعد التخفف من الهموم ساعة صلاتي ودعائي ومناجاتي لرب العالمين.
إنه الطريق الصحيح لتفريج الهم ولكشف الغم، مشاعر الألم هذه التي توجع خاطرك وتعجز عن الصبر وعن الكتمان، آن أن تفترش سجادتك وتقف بين يدي من بيده خزائن السموات والأرض، اسأل ما بدا لك، واطلب حاجاتك كلها فخزائنه ملأى وعطاياه لا تنفد، وكن قريبا مرددا (إنما أشكو بثّي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون) (آية 86).
البث: أشد الحزن، سمي بذلك لأن صاحبه لا يصبر عليه حتى يثبته، أي يظهره، قال الحسن: بثي، أي حاجتي.