كلنا يسعى لفعل الخير بشتى أشكاله وأنواعه، يبذل ويعطي مالا أو عطفا، أو كلمات، كل على حسب طاقته وقدرته ووقته، والكثير منا ينتظر رد الفعل الذي يشعره ولو بالقليل بأنه أنفق ما أنفق في مكانه الصحيح.
وقد نجد هذا الرد في أشكال وأوجه عديدة، نلقاه في ابتسامة صامتة ممتنة من المحتاج، وقد نجدها في يد رفعت إلى السماء تدعو لك، حتى ولو لم تسمع دعاءه وكلماته. وغيرها من الأشكال والأوجه، الهدف الوصول لذلك الشعور الذي يشعرك بأنك بذلت لمن يستحق.
لكن لا يحظى الكل بذلك الشعور وهذه اللحظات، فحصولك عليه نعمة أخرى من نعم الرحمن الرحيم، وبالطبع لن يمنعنا غياب الامتنان عن فعل كل ما هو خير، سيبقى ويظل من شيمنا وصفاتنا بإذن الله تعالى.
واليوم أنا حظيت بذلك الشعور، رزقت قطة تعودت على زيارة منزلنا بأطفال صغار، وكان من حظنا أن ولدتهم في بيتنا، تحديدا في موقف سيارتي المعتاد، أراهم كل صباح حين أذهب إلى عملي، يهربون فزعين راكضين لأمهم التي تقف دفاعا عنهم.
أعجب من شجاعة الأم والتي رغم صغر حجمها وضآلتها إلا أنك تراها تدافع بكل قوة وشراسة عن أبنائها الصغار، وفي المقابل تجد بعض الأمهات من بني البشر تضحي بكل شيء وفي أول القائمة أولادها في سبيل راحتها أو حروبها الشخصية المريضة، لن أطيل عليكم بالمقارنات بين القطط والبشر، لأننا سنفوز بلا شك وما ذكرته حالات نادرة لكنها للأسف موجودة.
لا أعلم ما هو الشيء الذي جعلني أتذكر قطتنا وأطفالها الأربعة اليوم على وجبة السحور، فكنت آكل القليل وأضع لهم «القطط» القليل، في إحدى الأواني البلاستيكية. حين فرغت من طعامي أخذت ذاك الصحن الأبيض وذهبت به مباشرة إلى موقع القطط، بحثت عنهم لكنني لم أجدهم، تركت وجبتهم المتواضعة على أمل أن آتي قي الصباح لأجد الصحن فارغا كدليل على تناولهم وجبتي المتواضعة.
لكن الله مَنّ علي بألا انتظر كثيرا، فمجرد ابتعادي قليلا عن موقعهم، سمعت القطة الأم تنادي أبناءها الصغار، كالتي تخبرهم بوجود الطعام، فرحت فرحا شديدا، لم يجعلني الله أن انتظر إلى الغد لأرى صنيع ما عملت، بل جاء الشكر سريعا جدا، فوجدت الامتنان والشكر في مواء قطة، كان كافيا وشافيا بالنسبة لي، فلذلك أقول: الحمد لله في بيتنا قطة، وهنا يأتي دوري لأشكر الله على هذه الفرصة، فهو بلا شك يحب أن يشكر ويحمد على كل نعمة ورزق.