(وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ـ يونس: 107).
أي ضر يخطر لك على بال في نفس وأهل ومال وولد، في حلم تعسر عليك تحقيقه وضرك ان ترى العمر ينصرم بين يديك من دون أن يرى النور، مستقبل لطالما استقبلته بتجهم وخوف وقلق، يضرك ان ترى قرينا سبقك الى ما كنت ترجو ان تناله بجد واجتهاد، لكن ربك شاء وقدر، كل الأضرار، معنوية كانت أو مادية، فلن يكشفها إلا هو جل جلاله، حتى التي تظن انها زالت ومازال المها مغروسا في أعماقك لم ينكشف بعد، فعليك بصدق اللجوء إلى الله عندما تضيق بك الدنيا، وتلتفت يمينا وشمالا فلا تجد لليسر طريقا فاعلم أن تقوى الله هي الطريق، هي الرفيق، والصديق، فاسلك الطريق المتيقن وابتعد عما يغضب رب العالمين واصبر وانتظر فإن الله برحمته سيكشفها وسيعوضك خيرا مما اخذ منك، حزنا بفرح، ابتلاء بعافية، قلقا بسكينة وطمأنينة، كل الخير الذي يبدو لك مستحيلا، أو فات أوانه ان أراده الله لك فلن يحول بينك وبينه حائل. من يقلب الليل والنهار قادر على ان يجعل لك من كل الأحزان والهموم والمواجع يسرا وفرحا ورضا وسعادة، اصبر عند الابتلاء وانتظر بثقة ويقين كشف الله للمستور من أقداره المفرحة التي سترقص لها قلبك طربا، وستعلم بعد حين أن الله في كل الأقدار كان يريد بك خيرا، فلا تبتئس أبدا وكن مع الله سواء في الشدة أو الرخاء.