في سنة 2020 وهي السنة التي انتشر فيها فيروس كورونا، وأصبح العالم كله في حجر وفي قلق قبل أن ينتج اللقاح وقبل ان تنفرج هذه الأزمة في تلك السنة والتي كانت الكويت كمثل بقية الدول التي فيها حجر وعدم خروج إلا للضرورة وبتصريح، وقد منعت الصلاة في المساجد لا صلاة جمعة ولا صلاة الفرائض، وكنا نسمع المؤذن يقول - ونحن نتشوق للمسجد - يقول: صلّوا في رحالكم وصلوا في بيوتكم، وعندما تكون أحيانا انفراجة للمشي على الأقدام كنت أذهب وأصل المسجد وأطل من الشباك وأنظر للمسجد وتدمع عيني. وكنا في الحقيقة مسلمين الأمر لله مع الدعاء ليكشف عنا الضر وأن يسلم المسلمين من هذا الداء، وأن يفرج عنا في رمضان في تلك السنة التي احتدت فيها كورونا 2020. وجاء رمضان والمساجد مغلقة وكنا من قبل في رمضان فرحين بالصلاة في المساجد والدروس والتهجد والذهاب للمسجد الكبير وما إلى ذلك رجالا ونساء، وإذا نحن في رمضان كورونا المساجد مغلقة ونصلي في بيوتنا، وليس هناك دروس ولا صلاة تهجد في المساجد وليس هناك التقاء بالدواوين كما هو معتاد، وكان رمضان يمر علينا ونسأل الله ان ينجينا من هذا الأمر. وأذكر في تلك الأيام قلت «رب ضارة نافعة» والله عز وجل إذا ابتلى إنسان بشيء من مرض او مصيبة فإنما يحتسب أمره الى الله، وأذكر من المنافع التي انتفعنا بها عام 2020 سنة كورونا اننا لم ننشغل كثيرا في الذهاب والإياب أو جلب الأطعمة والأشربة وعمل العزومات ولكن تفرغنا تفرغا كاملا لقراءة القرآن ومنا من ختم ثلاث ختمات أو أكثر ومنا من حفظ، أو من درس لأولاده وأحفاده دروس التفسير والحديث فسبحان الله كنا من قبل مشغولين عن أبنائنا وأحفادنا ولكن الله منحنا البقاء في البيت والجلوس مع الأولاد خاصة في شهر الصوم.
كما قمنا في جمعية الإصلاح بعمل مسابقة لأحسن موقع للصلاة في البيت وفي وضع المصاحف وفرشه بالسجاد وتصويره لتكون مسابقة لأحسن مصلى في البيت لصلاة التراويح والعشر الأواخر لصلاة التهجد وتسابق في المسابقة الكثير بحمد الله. كما كنا في رمضان كورونا نقيم الصلاة المكتوبة جماعة وصلاة التراويح مع الزوجة والأولاد والأحفاد وأحيانا يشاركنا الخدم المسلمون في البيت نصلي معهم ونقرأ القرآن ونذكرهم بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإن كنا حرمنا من المساجد والصلاة فيها فقد استفدنا بجلوسنا مع أولادنا وأحفادنا وقد أفادنا هذا الجانب كثيرا. كما بحمد الله عند سماع الأذان نصلي مباشرة وبعد الصلاة تكون خاطرة إيمانية ألقيها أو يلقيها ابني وليد أو ابنتي تسنيم، ومن ثم نتسابق لحفظ القرآن وتفسيره وقراءة ما تيسر لنا ثم نأوي للفراش للنوم ثم الاستيقاظ للسحور ثم صلاة الفجر، وكذلك في العشر الأواخر استفدنا من الصلاة جماعة للتهجد. والآن بحمد الله وقد عادت الحياة وفتحت المساجد نقول يجب ان نعطي وقتا لتلاوة القرآن وتفسيره وتدبره في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن. فهنيئا لكم.