بيروت - بولين فاضل
لا يعيش رامي عياش حياة الفن بصخبها وسهرها وأجوائها، ويكفي القول إنه وزوجته داليدا من النوع الذي يخلد الى النوم في الحادية عشرة ليلا ليستيقظ باكرا وينطلق الى العمل. ولعل هذا ما يعزز بعد رامي عن الوسط الفني وحرصه على أن يكون على مسافة واحدة من الجميع، فهذا الوسط يقوم على السهر والاختلاط والتواصل فيما رامي نادر الحضور في السهرات. نقطة أخرى يفترق فيها عن أكثر الفنانين هي أن أولويته في الحياة هي العائلة لا الفن، وهو أمر يعزوه الى كونه يتعامل مع الفن على أنه عشقه وهوايته بينما العائلة لا تعلو عليها أولوية أخرى. يقول: «أستغرب حين أسمع من يقول إنه منشغل لدرجة عدم إيجاد الوقت للعائلة. لا أصدق هذا الكلام وأنا الكثيف الانشغالات والموزع بين الفن والفنادق والمطاعم والجمعية الخيرية التي أملكها والتي تمتد فروعها الى خارج لبنان. أعيش كل هذا الضغط، وبالرغم من ذلك 50% من وقتي مخصص للعائلة، وأنا أجد الوقت لها لكوني بكل بساطة حددت أولوياتي في الحياة». وعن توجهه الى قطاع المطاعم وتأسيسه فروعا لمطعمه لبنان في أكثر من دولة، يؤكد رامي أن الأكل اللبناني يعنيه جدا وهو يعتبر المطبخ اللبناني أهم مطبخ في العالم ولا منافس له، مشيرا الى أن تأسيسه لمطعم لبنان حصل مصادفة قبل خمس عشرة سنة قبل أن يمضي في هذا الخط متوسعا مطورا. أما بالنسبة لجمعية عياش للطفولة التي تعنى منذ سنوات في لبنان والمغرب بأكثر من ستة آلاف طفل، فيوضح رامي أن المصدر الوحيد لتمويل الجمعية هو حفلاته قائلا إن كل ما يجنيه من هذه الحفلات ينفقه على الجمعية، فيما رزقه للعيش وعائلته هو البيزنس الآخر بعيدا من الفن. ويضيف: «ثمة فنانون غير ناجحين فنيا وفي ودهم أن ينجحوا إنسانيا، في مقابل فنانين ناجحين فنيا وإنسانيا وانا مثال على ذلك». وبحسب رامي، فإن كثيرا من الفنانين يتعاطى مع الفن على أنه بيزنس، فيكون شراؤهم للأغنيات أشبه بعملية شوبينغ، لذا يأتي ما يقدمونه مفتقرا الى التجدد والابتكار. ويؤكد أنه كثيرا ما يقضي في الأستوديو أياما متواصلة لخلق جملة موسيقية مميزة يعتز بها وينافس ذاته من خلالها. ويضيف:«صحيح أن الموسيقى هي سبع نوتات، لكنها بحر واسع كلما سبرنا أغوارها كلما ابتكرنا أكثر». ورامي المطرب والملحن والموزع لا يكف عن النهل يوميا من موسيقى فيروز والرحابنة ووديع الصافي وسائر الكبار، معتبرا أن فيروز عنده هي الوطن وهي التي حببته بالارزة والهواء والنسمة والبحر والعصفور والصفصاف. ويميل رامي الى الأغنيات الدسمة القائمة على أوركسترا كبيرة والتي تتطلب أداء خاصا. وردا على من يتهمه باستعراض عضلات صوته في بعض الأغنيات، يقول:«أؤدي تبعا لما تحتاجه الأغنية، فهل أغني تمتمة إذا كانت النوتات تفرض جهدا كبيرا في الصوت والأداء؟».