ألا يستحق من كافح وتعب وقضى عمره في خدمة الوطن وإخوانه من المواطنين من موقعه أيا كان أن يتم استعجال المنحة والزيادة التي تم اعتمادها قبل فترة طويلة لأولئك المتقاعدين المنتظرين لها بفارغ الصبر لتسيير أمورهم في ظل الغلاء وخصوصا في ظل هذا الشهر الفضيل؟! ألا يستحقون أن نقدم لهم كل سند وعون، خصوصا أن اعتمادهم على الله ثم على هذا النوع من المنح، إذ إن معظمهم لا يملكون سوى هذا الراتب البائس الذي سرعان ما يتبخر في ظل المناسبات والمواسم التي تستهلكه بسرعة البرق! كما أن غالبية أولئك المتقاعدين علقوا الكثير من الآمال على تلك المنحة التي هم بحاجة ماسة لها.
إن متقاعدينا يتوجب أن تكون لهم الأولوية في جميع قرارات الدولة ويحتاجون منها كل دعم ومساهمة للتخفيف من صعوبة ظروف الحياة التي يواجهونها. ومن ناحية أخرى نقول إن التوصية التي وافق مجلس الأمة عليها في جلسته المنعقدة بتاريخ 17 مارس الماضي، بأن تكون المنحة المالية لأصحاب المعاشات التقاعدية وقيمتها 3 آلاف دينار بمعزل ومنأى عن مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون التأمينات، هو خطوة رائعة من مجلس الأمة وهو ما نتمنى أن ينسحب على باقي القرارات المتخذة لصالح المتقاعدين والتي لطالما أشرنا إليها في معرض مقالاتنا السابقة. مثل إنشاء مستشفى خاص لهم، وإنشاء ناد خاص بهم، وإنشاء ديوان في كل المناطق يخصص لتجمع المتقاعدين ولقائهم مع بعضهم البعض.
والأهم منحهم أولوية في العلاج بالخارج للحالات الحرجة من خلال الحكومة وبدعم مباشر من مؤسسة التأمينات الاجتماعية، وأيضا فإن هذا أقل ما يمكن تقديمه لتلك الشريحة من المجتمع التي قدمت الكثير لهذا الوطن، وبالتالي ألا يستحق المتقاعدون كل ما نطلبه لهم من قبل الدولة، في تقديرنا إنهم يستحقون كل ما أشرنا إليه، بل وأكثر، فهم الرعيل الأول في الدولة، فهم من كافحوا وتعبوا وبذلوا الغالي والنفيس، وقدموا الكثير الكثير. فقد آن الأوان لهم حتى يشعروا باهتمام الدولة ورعايتهم على أفضل وجه، وتقديرهم كما يجب.
وفي الختام فإننا نؤكد على ضرورة فصل شؤون المتقاعدين وكل ما يمسهم عن التجاذبات التي تحصل بين الحكومة والمجلس وبعيدا عما ينغص أي فرحة تطال المتقاعدين والتلويح بها بغير داع. والله الموفق.
[email protected]