حاول بقدر المستطاع ألا تعطي قيمة كبيرة ومكانة عالية لمن اعتاد أن يتفنن ويتلاعب نفسيا بأشخاص كثر في حياته، ويؤمن إيمانا تاما بأنه شخص ذو أهمية، ويظن أنه محور العالم، فهو شخص منغمس للغاية في ذاته، ولا يعير الوقت أو الانتباه للآخرين إلا بما يخدم مصالحه واحتياجاته، ولا يتعاطف أبدا مع الآخرين ولا يحترم مشاعرهم، ولا يمتلك القدرة حتى على فهم واستيعاب مشاعر ما يمرون به من تجارب او صدمات او ظروف.
كونه متعطشا للفت الانتباه والمديح فقط لنفسه، وقد تجده متطلبا أيضا، يجل نفسه وحياته ومستقبله، وغالبا ما يلجأ إلى التلاعب والمخادعة لتحقيق مآربه الشخصية، وبالأخص حين يقوم بالمبالغة في وصف شخصه وإنجازاته، وحين ترى شدة غضبه عند تقديم انتقاداته، هذا وبخلاف استغلال الآخرين للوصول إلى أهدافه ومصالحه، متوقعا من خلال ذلك أن يعامل بعناية واهتمام بالغين، لذلك كثيرا ما يشعر بالحسد والكره والغيرة، غير متصالح مع نفسه.
فعادة يغدو أولئك الأشخاص الذين يتلاعبون بك نفسيا هم أكثر أشخاص خبرة في إثارتك، وفي معرفة مدى حساسيتك وهشاشتك ونقاط ضعفك، ويستغلون هذه المعرفة ضدك، ويدفعونك إلى التشكيك في نفسك وأحكامك وتصرفاتك وحتى ذاكرتك، وغالبا ما تجدهم يميلون بالاستخفاف بك وبمشاعرك، ويقومون بإخبارك وبكل ثقة أن الناس يتكلمون عنك في غيابك عن عيوبك وكأنهم هم الملائكة الذين لا تشوبهم شائبة، هذا وبخلاف انهم يخبرونك بشيء ومن ثم ينكرون هذا الشيء نفسه فيما بعد أمامك، متخبطين ومتناقضين، ويصرون على أكاذيبهم وافتراءاتهم، إلى ان تكتشف مع مرور الأيام أنهم هم من يتحدثون عنك بالسوء وليس الآخرون كما كانوا يخبرونك، ذلك وبسبب نقصهم وحسدهم وغيرتهم منك، محاولين تحطيمك، ظنا منهم أنك لن تستوعبهم او تفهم تصرفاتهم وخبثهم، لكنهم لا يعلمون أنك مدركهم وتعيهم جيدا لكنك كنت تتغابى عنهم.
فاستمر بتجاهلهم وكن قويا قدر المستطاع ولا تدعهم ينالون منك او يحاولون ان يضعفوك، وتأكد أن هناك من يحب ان يراك دائما محطما مكسورا، فاسحقهم في المقابل انت لتزداد حيوية وثقة وجمالا، وغض طرفك بعيدا عنهم، وتيقن من أنهم أشخاص لا يستحقون دقيقة واحدة للتفكير بهم او حتى ثانية لتضييع وقتك لأجلهم، أشخاص تافهون سطحيون، تصرفاتهم مفضوحة لكنهم غافلون.