- تحويل المصفاة للربحية وتعظيم القيمة المضافة من خلال مرافق الغاز المسال والبتروكيماويات
- تأخير تشغيل «الزور» لا تنجم عنه خسائر.. حصة المصفاة من النفط الكويتي تصدر إلى الخارج
أحمد مغربي
علمت «الأنباء» من مصادر نفطية مسؤولة ان مؤسسة البترول الكويتية طلبت من شركة (كيبك) إعداد دراسة مستقبلية حول تسويق منتجات مصفاة الزور ومجمع البتروكيماويات في الداخل والخارج وذلك لنحو 25 و35 عاما من الآن.
وفي التفاصيل، قالت المصادر ان شركة كيبك من المتوقع طرح الممارسة خلال الفترة المقبلة على عدد من الشركات الاستشارية المتخصصة في دارسة أوضاع السوق المحلي وذلك لتسويق منتجات المصفاة، وذكرت أن دارسة تسويق منتجات المصفاة جاءت بعد تغيير متطلبات وزارة الكهرباء والماء لمنتجات مصفاة الزور التي سيتم من خلالها الاستغناء عن كميات ضخمة من منتج زيت الوقود الذي تم تشييد المصفاة في الاساس لتوفيره لمحطات الكهرباء والماء لتشغيل التوربينات، لصالح التوسع في استخدام الغاز الطبيعي، مشيرة الى ان مشروع المصفاة تغير بالكامل ليتحول لاحقا الى مصفاة تحويلية.
وفيما يخص المردود المالي والاقتصادي للمصفاة، أشارت المصادر إلى أنه قد تم تصميم مشروع الزور على أساس غير ربحي لكونه مشروعا استراتيجيا يهدف لتلبية احتياجات وزارة الكهرباء والماء من زيت الوقود ذي المحتوى الكبريتي المنخفض في المقام الأول، وبالتالي فإنه لا يتم قياس معدل العائد الداخلي للمصفاة كأي مشروع ربحي آخر، إلا أنه وعلى ضوء التطورات في اسواق الغاز الطبيعي العالمية وتدشين مرفأ استيراد الغاز المسال بالزور، فإن الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة وبالتنسيق مع مؤسسة البترول الكويتية قد رصدت خططا لرفع الطاقة التحويلية للمصفاة على المدى المتوسط والبعيد بهدف تعظيم القيمة المضافة من منتجاتها وبالتالي تحويل المصفاة للربحية من خلال مشروع بتروكيماويات الزور.
تأخير المشروع
وحول التأخير في تنفيذ مصفاة الزور، قالت المصادر ان المقاولين المنفذين للمشروع واجهوا العديد من التحديات في التنفيذ، وقامت شركة كيبك ببذل جهود حثيثة لمتابعة الاعمال ووضع الحلول والخطط المناسبة لرفع نسب الانجاز وبذل اقصى الجهود الممكنة للتنسيق مع المقاولين على إيجاد الحلول لجميع المعوقات والصعوبات المصاحبة لتنفيذ مشروع بهذه الضخامة.
وأضافت انه جار العمل على المتابعة الفعالة عن طريق عقد اجتماعات دورية على أعلى المستويات مع ادارات المقاولين، بالإضافة إلى الاجتماعات اليومية مع مستشار المشروع لمراجعة جميع اعمال المقاول المتعلقة بالمشروع.
وحول الخسائر التي منيت بها الكويت نتيجة التأخير في تشغيل المصفاة تجاريا، قالت إنه ليس بالضرورة ان التأخير في تشغيل مصفاة الزور سينجم عنه خسائر، حيث انه خلال الفترات السابقة وخصوصا فترة جائحة كورونا (الفترة التي تتزامن مع تاريخ التشغيل التعاقدي للمصفاة)، تكبدت مصافي النفط العالمية خسائر بسبب انخفاض هامش السعر بين النفط الخام والمنتجات البترولية.
وأضافت: «بافتراض ان تشغيل مصفاة الزور قد حدث في السنوات السابقة إلا أنه لا يمكن الجزم بتحقيق الخسائر لأن ذلك يعتمد بشكل رئيسي على هامش السعر بين سعر النفط الخام وسعر المنتجات البترولية وتنافسها في الأسواق العالمية وكفاءة المصفاة التشغيلية وكذلك العرض والطلب على المنتجات البترولية، ولتأكيد تلك الافتراضات يتطلب تشغيل المشروع ومعرفة الوضع التنافسي وهامش السعر وكفاءة المصفاة التشغيلية في حينه، علما بأن مصفاة الزور تعتبر مصفاة استراتيجية بحسب طبيعة تصميمها».
وأشارت الى ان مؤسسة البترول الكويتية تقوم ببيع كميات النفط الخام المخصصة للتكرير في مصفاة الزور في الاسواق العالمية الى أن يتم تشغيلها، وبالتالي فإن الأرباح المرجوة والمستهدفة للدولة تتحقق من خلال بيع تلك الحصة من النفط الى الخارج.
تجدر الإشارة الى ان مشروع مصفاة الزور سوف يقوم بتلبية محطات توليد الكهرباء والماء في الكويت من الوقود ذي المحتوى الكبريتي المنخفض وبالتالي حماية البيئة عن طريق تقليل الانبعاثات الضارة الناتجة من محطات توليد الكهرباء والماء، كما سيتم توظيف احدث التكنولوجيات من مرخصين عالميين في عمليات المصفاة ومنشآتها المختلفة لتقليل انبعاثات الغازات الضارة وتدوير المياه الصناعية بنسبة 100%.
5 أسباب وراء تأخير مصفاة الزور
رصدت المصادر عددا من الأسباب وراء التأخير في إنشاء مصفاة الزور تتمثل في التالي:
1 ـ نقص العمالة في المرحلة الأولية للمشروع.
2 ـ التأخير في بعض أعمال التصميم والهندسة التفصيلية وتوريد المواد والمعدات الحرجة.
3 ـ التأخير في الحصول على الموافقات اللازمة من بعض الجهات الحكومية.
4 ـ سوء الأحوال الجوية غير المتوقعة في الجزيرة الصناعية والذي كان له اثر سلبي على العمليات الانشائية.
5 ـ انتشار جائحة كورونا في العالم بشكل عام، وتأثيرها على المشروع إضافـــــة إلى التأثير بفتــــرة الحظر (الكلي/ الجزئي) والإغــــلاق الكامــــل لبعـــض المناطق العماليـــــة، ممــــا أدى إلى صعوبة التواجد في موقــــع العمل بالإضافــــة إلى إغلاق الاجواء وتعطيل المطــــار مما ادى الى تعذر قدوم الطواقم الفنيــــة للمقاولين وممثلي الموردين ومرخصي وحدات المصفاة إلى موقع المشروع.