- يشرفني أن أكون حفيدة مؤسس الفن في الكويت الشيخ جابر العلي
- أفضّل الفصل بين عملي بالإنتاج الفني وانتمائي للأسرة الحاكمة
- المجال الفني يتسع للجميع والمنافسة شريفة بين جميع شركات الإنتاج الفني والبقاء للأفضل
- أحرص على متابعة كل ردود الأفعال بوسائل الإعلام والتواصل لاسيما النقد الإيجابي
- لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع.. ويمكن تحقيق النجاح والتميز بالإصرار والعزيمة والإرادة
- أنا ضد فكرة التهويل في عرض مشاكل المجتمع والأفضل تقديم حلول ونصائح توعوية
آلاء خليفة
شابة كويتية طموحة لديها الكثير من الأفكار والأهداف التي ترغب بتحقيقها، تؤمن بالعمل الجماعي والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق الأهداف، على الرغم من كونها أحد أبناء أسرة الصباح، لكنها تفصل ذلك تماما عن عملها كونها صاحبة شركة للإنتاج الفني، مؤمنة بمقولة ان الإنسان غير معصوم من الخطأ. هذا ما شعرنا به خلال لقاء «الأنباء» مع رئيسة مجلس إدارة شركة أبيز برودكشنز للإنتاج الفني والمسرحي الشيخة أبرار خالد جابر العلي الصباح، التي فتحت قلبها وعقلها لـ «الأنباء» وأكدت انها تتشرف كونها حفيدة مؤسس الفن في الكويت الشيخ جابر العلي الصباح «رحمه الله». حدثتنا الخالد عن شركتها والأعمال الفنية المشاركة بها خلال شهر رمضان المبارك، مؤكدة انها تتابع جميع الأعمال الفنية ليست فقط التي من إنتاج شركتها بل كل الأعمال الدرامية، مشيدة بهذا الكم الهائل من الإنتاج الفني خلال شهر رمضان. وتحدثت عن رغبتها في إعادة النظر في بعض القوانين والتشريعات التي تحاسب شركات الإنتاج الفني داخل الكويت ولكن ليس لها سلطة إذا تم التصوير خارج الكويت بالرغم من ان تلك الأعمال تشير الى الكويت وقد تسيء إلى سمعة ومكانة الكويت. كما قدمت الخالد نصائحها للشباب والشابات الراغبين في العمل بمجال الإنتاج الفني. كل هذه الأمور وغيرها مما تطرقت إليه الشيخة أبرار الخالد تفاصيلها في السطور التالية:
بداية نود ان نعرف القراء عن سبب دخولك إلى عالم الإنتاج من خلال تأسيسك لشركة أبيز برودكشنز للإنتاج الفني والمسرحي؟
٭ منذ صغري ولدي حب وشغف بالفن، وكنت من أشد المتابعين للأعمال الفنية من أفلام ومسلسلات ومسرحيات، وأردت ان أدعم حبي للفن بدراسة جامعية تخص هذا المجال فالتحقت بدراسة تخصص الإذاعة والتلفزيون بجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا، وبعد التخرج قررت ان أؤسس شركة خاصة بالإنتاج الفني والمسرحي، ومنذ دخولي مجال الإنتاج الفني أحاول جاهدة وضع لمساتي التي كنت أود إضافتها لتحقيق المزيد من التطوير والابتكار والإبداع في مجال الإنتاج الفني في الكويت.
لا يخلو أي عمل إداري من التحديات والصعاب، فما أبرز التحديات التي واجهتها عند خوضك مجال الإنتاج وكيف تغلبت عليها؟
٭ لقد دخلت مجال الإنتاج الفني وقمت بتأسيس شركة بعمر صغير، ناهيكم عن قلة الخبرة العملية في ذاك الوقت، ولكن كان لدي إصرار على النجاح، وبفضل الله ومساعدة المحيطين من حولي من العاملين معي في الشركة استطعنا تحقيق النجاح، وما أريد ان أقوله ان التحديات موجودة ولكن الشخص الذي يريد تحقيق النجاح سيحقق الإنجازات بالإصرار والمثابرة والتعلم من الأخطاء، فلقد قمت بتأسيس الشركة منذ عام تقريبا، وبفضل الله حققنا خلال هذا العام نجاحات عدة من خلال الأعمال الفنية التي قمنا بإنتاجها، وحققت نجاحا ملحوظا ونسب مشاهدة عالية ليس فقط على مستوى الكويت وانما على مستوى دول الخليج والوطن العربي.
وأود التأكيد على ان شركة «أبيز برودكشنز» ليست رائدة فقط في مجال الإنتاج انما كذلك على مستوى التسويق تلعب دورا مهما، فهناك اعمال من انتاج شركات اخرى ولكن لا تحظى بالتسويق المطلوب، فنقوم نحن في الشركة بالتسويق لتلك الأعمال بما يساعد أصحاب تلك الأعمال في تسريع عرضها للجمهور، ومثال على ذلك مسلسل «ماما أمينة» الذي واجه اشكالية في التسويق، ولكن شركة «أبيز برودكشنز» ساهمت في انتشاره التسويق له من خلال سياسة تسويقية وضعتها الشركة وقامت ببيعه لقنوات حتى يتم عرضه.
كيف تجدين صدى الأعمال الفنية التي تعرض حاليا في رمضان بشكل عام والأعمال التي من إنتاج شركتكم بشكل خاص؟
٭ المجال الفني يتسع للجميع والمنافسة شريفة بين جميع شركات الإنتاج الفني، ولكل نجاحاته وإنجازاته وتميزه، وبالنسبة لي فإنني حريصة على متابعة كل الأعمال الفنية المعروضة خلال شهر رمضان ليس فقط تلك التي من إنتاج شركتي، بل أتابع جميع الأعمال الفنية، وهناك الكثير من المسلسلات المتميزة، وما أسعدني حقيقة تعافي شركات الإنتاج الفني من أثر جائحة كورونا واستعادة قدرتها على العمل مرة أخرى، وقد شاركنا بمسلسلين وهما «حضرة الموقف» و«زواج إلا ربع»، مسلسل «حضرة الموقف» مسلسل درامي اجتماعي يضم كوكبة من الفنانين الكبار، منهم الفنانة القديرة مريم الصالح والفنانة هيفاء عادل والفنانة عبير أحمد والفنانة زهرة الخرجي والعديد من النجوم المتميزين.
ومسلسل «زواج إلا ربع» يعتبر مسلسلا كوميديا شبابيا يضم كوكبة من الفنانين الشباب، وأردت ان أقدم فكرتين مختلفتين للمجتمع ولجميع الأعمار، ويسعدني كثيرا ردود الأفعال الإيجابية التي تصلني عن المسلسلين حتى الآن، وفي الحقيقة أنا لا أبحث عن «الترند» بقدر ما يهمني حجم العمل، وأن ينال إعجاب ورضا الجمهور من كل النواحي بدءا من القصة والحوار وأداء الممثلين والإخراج وكل الأمور الفنية المتعلقة بالعمل.
مسلسل «بتوقيت مكة» حقق نجاحا باهرا وصنف من أكثر المسلسلات التي حظيت بنسبة مشاهدة عالية في المملكة العربية السعودية والكويت، ما السر وراء ذلك النجاح من وجهة نظرك؟
٭ لي الشرف والفخر بأن مسلسل «بتوقيت مكة» تم تصويره في مدينة مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، وعن نجاح المسلسل، أؤكد أن النجاح ليس فرد إنما النجاح عمل جماعي، اجتهد الجميع فنجح العمل بهذه الصورة، ونجاح العمل من نجاح العاملين به بالإضافة إلى ان العمل بمشاركة عمالقة الفن وهم الفنانة القديرة حياة الفهد والفنان القدير سعد الفرج وجميع الممثلين الذين شاركوا بالعمل.
هل تؤمنين بأن الاهتمام بالفن والإنتاج الفني المميز لأعمال درامية على مستوى عال يسهم ويعكس صورة مشرقة للكويت في الخارج، خاصة ان هناك أعمالا درامية تعرض حاليا وليست إنتاجا كويتيا ولكنها حسبت على الكويت ووجه لها العديد من الانتقادات؟
٭ الكويت دائما سباقة في المجال الفني وداعمة للفن والفنانين بشكل عام، وكانت ولاتزال عاصمة للفن والثقافة، وكوني حفيدة مؤسس الفن في الكويت الشيخ جابر العلي الصباح «رحمه الله» يشرفني ويسعدني أن أسير على خطاه وأكمل مسيرته، وأطمح دوما لإنتاج أعمال فنية تليق بسمعة ومكانة الكويت، ومنذ تأسيس الشركة قطعت عهدا على نفسي ألا أقوم بإنتاج أي عمل يسيء لسمعة الكويت في الداخل والخارج، وأنا حريصة على متابعة كل تفصيلة في العمل الفني قبل بدء التصوير، بدءا من القصة والسيناريو والحوار والممثلين والإخراج.
هل ترين أن جائحة كورونا أثّرت بشكل عام على الإنتاج الفني خلال السنتين الماضيتين، وهل بدأت الأعمال الفنية تتعافى حاليا؟
٭ لقد تأسست شركة أبيز برودكشنز للإنتاج الفني في أواخر جائحة كورونا، لذا لم نتأثر كثيرا مثلما حدث مع باقي شركات الإنتاج، ولكن بشكل عام أرى أن شركات الإنتاج الفني أخذت في التعافي من تداعيات جائحة كورونا وتستعيد «عافيتها»، والدليل هذا الكم الهائل من الأعمال الفنية الذي نشاهده حاليا سواء على مستوى الخليج او على مستوى الوطن العربي.
من واقع خبرتك العملية والمهنية في مجال الإنتاج الفني، ما نصائحك للشباب الراغبين في الانضمام لهذا المجال لضمان تحقيق النجاح والتميز معا، لاسيما ان الشباب في العمر الصغير يخافون من الخسارة؟
٭ لابد على الإنسان ان يخوض مجال العمل الذي يرغب به دون خوف أو تردد، وحتى إن أخطأ فسيتعلم من أخطائه ليحقق النجاح المنشود، ونصيحتي للشباب والشابات ان يحققوا أحلامهم بإرادة وعزيمة وإصرار وتحد، فالخسارة لا تعني التوقف بالعكس تعني الاستمرار واستكمال المسيرة والتعلم من الأخطاء لحين الوصول الى النجاح، وأنا أبوابي مفتوحة في الشركة لجميع الشباب والشابات من أصحاب المواهب سواء في مجال الكتابة او التأليف او التمثيل وكل ما يخص المجال الفني، وسأدعمهم بكل الإمكانيات المتاحة، وأنا من أشد المؤمنين بأن اليد الواحدة لا تصفّق والعمل الجماعي هو أيقونة النجاح.
في ختام اللقاء ما طموحاتك في المرحلة المقبلة في مجال الإنتاج الفني؟
٭ طموحي لا يقف عند حد معين ولدي العديد من الأفكار والطموحات والأهداف التي أود تحقيقها خلال الفترة المقبلة بمساعدة المحيطين من حولي، ودائما أسعى لتطوير وتجديد الأفكار والتقنيات في التصوير والإخراج وأسعى دوما لتحقيق التميز والاستعانة بالخبرات العالمية في المجال الفني.
الخطأ وارد.. وأرحِّب بالنقد البنَّاء الهادف
شددت الشيخة أبرار الخالد على أنها ليست معصومة من الخطأ، فهي في النهاية إنسانة من الوارد أن تصيب أو تخطئ، مؤكدة أنها ترحب بالنقد البناء الهادف. وقالت: أنا صاحبة الشركة لكني لست المخرج أو الممثل أو المصور، وإن كانت هناك أخطاء في الأعمال الفنية فالخطأ وارد ويمكن تصحيحه، وما أود تأكيده أن عملي كصاحبة شركة إنتاج فني ليس له علاقة كوني أحد أفراد أسرة الصباح. وختمت قائلة: ولولا اختلاف الأذواق لبارت السلع.
تشديد الرقابة والمحاسبة
ذكرت الشيخة أبرار الخالد ان الكويت داعمة للفن والفنانين، وهناك الكثير من القوانين واللوائح التي تنظم العمل الفني، ولكن هناك إشكالية تحتاج إلى إعادة النظر في تلك التشريعات، وهي أن من يصور عملا فنيا خارج الكويت يخرج ضمن إطار محاسبة القانون وفي الوقت نفسه يحسب العمل على الكويت نظرا لإشارة العمل إلى انه عمل درامي كويتي، ومن هنا لا يمكن محاسبة هؤلاء الأشخاص على أي إساءة تتم للكويت، كونه خرج عن إطار محاسبة القانون له.
وطالبت في هذا الإطار بإعادة النظر في بعض التشريعات والقوانين بشكل سنوي لمزيد من التنظيم والرقابة والمحاسبة للحفاظ على سمعة ومكانة الكويت من أي إساءة أو تشويه وأيضا حتى تواكب تلك القوانين التغييرات والتطورات التي تحدث سنويا.
ضد فكرة «التهويل» لما يحدث في المجتمع
أكدت الشيخة أبرار الخالد أنها ضد فكرة ان يعرض الفن فقط ما يدور ويحدث داخل المجتمع، فقد تكون القصة عبارة عن قصة من الخيال أو غير واقعية او قصة تعرض مشكلة بدون تقديم حلول، فجميع تلك الأمور واردة في الأعمال الفنية، فهذا لا يعني ان العمل الفني يسيء او يعكس صورة سيئة للمجتمع، لكنها أكدت انها ضد فكرة التهويل في عرض المشكلات التي يتعرض لها المجتمع، فمن الممكن عرض المشكلة مع تقديم حلول توعوية لأفراد المجتمع.
رسالة شكر وتقدير
تقدمت الشيخة أبرار الخالد بالشكر والتقدير لعائلتها التي تقدم لها كل أنواع الدعم سواء المادي أو المعنوي منذ بداية تأسيسها للشركة، مثمنة لهم ثقتهم الغالية في طموحها وأهدافها التي تود تحقيقها ومن هنا جاء الدعم والمساندة لها.
كما خصَّت بالشكر جميع العاملين في شركة أبيز برودكشن، لاسيما أنهم يعملون بروح الفريق الواحد ويتعاملون بروح الأسرة الواحدة مما ساهم في تحقيق النجاح والتميز والاستمرارية.