نعلم أن ظهور وباء كورونا (كوفيد 19) سبّب للعالم بأسره ذعرا حقيقيا واجتاح أغلب بيوتنا، إلا أننا تجاوزناه بفضل الله سبحانه وتعالى، لم نفكر كأفراد أو مؤسسات حكومية.. ماذا بعد كورونا، أو ما آثارها على مجتمعاتنا وهل تسببت كورونا بأمراض فكرية؟ نفسية؟ أم فقط جسمانية؟
الكل لاحظ مرحلة ما بعد كورونا وشاهد ردود الأفعال والآراء لدى الجميع، فقد تحولت وأصبحت نشطة ومختلفة عن السابق، أي في الماضي كانت ردود الأفعال في أي قضية مجتمعية تثير انقساما ما بين مؤيد ومعارض بفئات قليلة، والجمهور الأكثر يصبح محكما أو بمعنى متفرجا أو بالأصح يفرض رأيه لكلا الطرفين، أما الآن فالجميع بين مؤيد أو معارض ولا توجد فئة محكمة أو محايدة، نعم هناك فئة متفرجة لكنها أصبحت قليلة جدا في هذا الوقت تحديدا ما بعد «كورونا».
ونتساءل دائما: هل هذه الأزمة سبب في ذلك؟ هل الفراغ الذي سببه الحظر له أثر سلبي على مجتمعاتنا؟
تساؤلات كثيرة والكل يعلم أن هذا الوباء والحظر تحديدا والجلوس في المنازل، وتغير الحياة والتفكير الدائم سبّب لنا أثرا كبيرا ألا وهو انعدام الحرية رغم أنه حماية لنا وأصبحنا مندفعين ما بعد «كوفيد 19».
أيها القارئ الكريم، نعلم وتعلم أن الاختلاف جميل، وتبادل الآراء لتكوين فكرة لنخرج جميعنا بتوصيات نعتمدها من حيث الاتفاق، ولكن ردود الأفعال قد يكون الدافع لها المشاعر وليس العقل، والعاطفة تحكمنا أحيانا ونحن شعوب عاطفية، أصبح الكثير من مستخدمي برامج التواصل الاجتماعي منساقين وراء رأي من حساب وهمي لمشهد تلفزيوني وليست قاعدة علمية أساسية، لذلك أغلب ما يقوله الجمهور وتعاطيه للكثير من القضايا هي آراء عاطفية، وان كان دافعها سلبيا أم إيجابيا.
لم نعد نتحمل بعضنا البعض حتى في منصة كادت تدخل الشعب بأكمله إلى السجن بسبب عدم احترام الرأي الآخر، نعم «كورونا» وما بعدها لها أثر سلبي جدا على مجتمعاتنا التي تحتاج الاهتمام والمراعاة والنظر إلى كل ظاهرة سلبية، نعم مؤسسات لا تخدم المجتمع لا قيمة لها إطلاقا ولا يمكن أن تكون هذه المؤسسات ذات إنتاجية عالية.
حديث سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، في الخطاب السامي الذي ألقاه نيابة عن صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، منذ أيام عما يثار في وسائل التواصل الاجتماعي، دليل قاطع وكبير على خطورة هذا الأمر.
ولذلك من يقرأ المشهد يعي تماما أن «كورونا» سببت لنا آثارا سلبية، لذلك.. أدعو المؤسسات الحكومية والإدارات المختصة والأكاديميين للنظر لهذه الظواهر وعمل الندوات والجلسات، فالإشارة إلى الموضوع وعرضه على الجمهور بحد ذاته توعية وإرشاد.