(أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون) النمل: 62.
هذه الآية بإمكانها زعزعة جبال الشك في نفسك وتهدها هدّا وتزرع الطمأنينة والسكنية بهذا التساؤل.. أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء فإن كنت مضطرا فأبشر لن يردّك الله خائبا، وقد طرحت همك وتعبك وحزنك وضعفك وفقرك ومرضك وحاجتك، وأمنية عاشت بداخلك سنينا عددا فقط، أخلص الدعاء والاضطرار الى من يجيب المضطر إذا دعاه ثم انتظر الفرج وقلبك مطمئن منشرح.
يقول الإمام السعدي: هل يجيب المضطر الذي أقلقته الكروب وتعسر عليه المطلوب واضطر للخلاص مما هو فيه إلا الله وحده؟
ومن يكشف السوء اي البلاء والشر والنقمة إلا الله وحده؟ ومن يجعلكم خلفاء الأرض يمكنكم منها ويمد لكم الرزق ويوصل إليكم نعمه وتكونوا خلفاء من قبلكم، كما انه سيميتكم ويأتي بقوم بعدكم؟ أإله مع الله يفعل هذه الأفعال؟
لا احد يفعل مع الله شيئا من ذلك حتى بإقراركم أيها المشركون ولهذا كانوا إذا مسهم الضر دعوا الله مخلصين له الدين لعلمهم انه وحده المقتدر على دفعه وإزالته. قليلا ما تذكرون اي: قليل تذكركم وتدبركم للأمور التي اذا تذكرتموها ورجعتم الى الهدى ولكن الغفلة والإعراض شامل لكم، فلذلك ما ارعويتم ولا اهتديتم.