يأتي رمضان كل عام لينور القلوب والعقول ويشرح الصدور ويحيي القيم الاصيلة من الدين والاعراف، ويذكرنا ان المجتمع يعلو ويتطور ويزدهر بقدر المحافظة على تلك القيم الاصيلة والتي يجب توريثها من جيل الى جيل حتى يرث الله عز وجل الارض ومن عليها، واهم تلك القيم ضبط الغضب والاتزان الانفعالي بقولنا لكل من يستفزنا ويستثير الشيطان في نفوسنا بقولنا له «إني صائم»، بدلا من بذاءة الألفاظ وفحش الكلام وسوء الاخلاق.
الانفاق في سبيل الله عز وجل لإطعام الجائع وكسوة العريان والتوسعة على المحتاج، فإحساسنا بالجوع والعطش يحول هذه الغريزة الطبيعية الى سلوك مواساة للآخرين لينشر الحب والتكافل الاجتماعي بين المجتمع، فلا فقير لا يجد ما يفطر به ولا جائع يطوي يومه من دون طعام ولا غيره من صور المحتاجين، ولنعلم ان الله هو الغني ونحن الفقراء.
قيمة تبادل الطعام مع الجيران وتكثير الطعام كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «إذا طبختم اللحم فأكثروا المرق، فإنه أوسع وابلغ للجيران»، وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها، ولو فرسن شاة»، متفق عليه.
كل هذه التوجيهات النبوية لنشر الحب والمودة وخلق الكرم بين الجيران وتفقد احوال كل مسلم مع جاره مسلما كان او غير مسلم.
صلة الارحام وتجمع الاهل والاحباب على مائدة واحدة للافطار ترسيخا لقول النبي صلى الله عليه وسلم «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه».