- السويلم: اعزم أيها الشاب على عدم العودة للذنوب والمخالفات واستمر على طاعتك بعد رمضان
- الخالدي: هناك ارتباط وثيق بين ما فرضه الله على العباد وترسيخ مكارم الأخلاق لدى الشباب
شهر رمضان مدرسة ربانية فيه كثير من الدروس للشباب والأطفال، فكيف استثمر الصيام في تزكية سلوكيات الأبناء الصغار والكبار؟ وهل تعلموا المداومة على الطاعة وتقوية الإرادة؟
يوجه الشيخ يوسف السويلم نصائحه للشباب قائلا: ذلك الشهر العظيم الذي تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتسلسل الشياطين، وفيه يعتق الله عباده الصالحين من النار، فهل عزمت على التوبة؟ وهل قررت العودة ونويت التخلص من جميع المعاصي والمنكرات وفتح صفحة جديدة مع رب الأرض والسموات؟ وهل خططت لبرنامجك التعبدي اليومي بعد هذا الشهر؟ وبماذا تستقبل الأيام والليالي بعده؟ فابدأ أيها الشاب بالتوبة، فهي بداية الطريق ونهايته، وهي المنزلة التي يفترق إليها السائرون الى الله في جميع مراحل سفرها وهجرتهم إليه سبحانه، فليست التوبة إذن من منازل العصاة والمخلصين فحسب، كما يظن كثير من الناس، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس توبوا الى الله فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة» ولما أمر الله عز وجل عباده بالتوبة ناداهم باسم الإيمان، فقال تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) (النور 31) ونحن جميعا ذوو ذنوب وأخطاء ومخالفات، من منا لا يخطئ؟
ومن منا لا يذنب، والله سبحانه غفار الذنوب يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ويفرح بتوبة التائبين وندم العصاة والمذنبين، فالتوبة أخي الشاب أمر سهل ميسور وليس فيه مشقة ولا معاناة، فهي الامتناع عن الذنوب والمخالفات، فاعزم على عدم العودة إليها ولتبدأ توبتك من الآن.
ويضيف الشيخ خالد الخالدي: من سعى في تزكية نفسه وإصلاحها وسموها بالاستكثار من الطاعات والخيرات، والابتعاد عن الشرور والسيئات فقد تحقق فلاحه كما قال تعالى: (قد أفلح من زكَّاها) أي: بالازدياد لها من الخير، وما ذاك إلا لحق تلك النفس العظيم على المسلم، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «وإن لنفسك عليك حقا» وشهر رمضان أحد مواسم الخير التي يمكن ان يعين الإنسان بها نفسه على هذه الغاية.
يقول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، أي لتنالوا من خلال هذا الشهر المبارك ومن خلال محافظتكم على طاعة الله عز وجل فيه تقوى الله عز وجل.
وأكد الخالدي ان رمضان كان فرصة ثمينة نتزود فيها بزاد التقوى الذي يحقق للنفس زكاتها، فالمسلم في هذا الشهر ما بين صلاة وصيام وزكاة وعمرة وصلة للأرحام وإحسان ومحافظة على الجمع والجماعات والتقرب للمولى عز وجل بالأعمال الصالحة والعكوف على كتاب الله والخشية منه وبر الوالدين والعطف على الخدم والجيران وصون الجوارح عن الآثام والزلل والجد والمتابعة والإخلاص، مشيرا الى ان هناك ارتبطا وثيق بين ما فرضه الله تعالى على العباد وترسيخ أمهات مكارم الأخلاق في سلوكيات الشباب ويبرز هذا المفهوم في شعيرة الصوم بصفة خاصة.