يبدو أن الغلاء غير المسبوق، الذي يعاني منه السوريون، لن يكتفي بحرمانهم من أطباق رمضانية وحلويات خاصة بالعيد كانوا يتفننون في صناعتها، وهاهو يسرق فرحة أطفالهم بملابس العيد التي كانوا ينتظرون الحصول عليها أشهرا. ومع تسجيل أسعار الألبسة ارتفاعات جنونية على غرار المواد الغذائية وسط شكوك بإمكانية اصحاب الدخل المحدود شراء لباس العيد لأطفالهم بأسعار قد تساوي 4 أو 5 أضعاف رواتبهم، إذا يبدأ سعر أي قطعة في السوق من 35-50 ألف ليرة سواء كانت بنطلونا أو بلوزة أو قميصا وتنتهي بأرقام كبيرة تصل إلى 150 ألف ليرة حسب النوع.
ومع ذلك، يرى أمين سر جمعية الخياطة والألبسة الجاهزة في اللاذقية، بسيم القصير أن حركة سوق الألبسة خلال الأيام القليلة الماضية تعتبر ممتازة جدا، وتسجل الأسواق حركة مبيعات كبيرة مقارنة بموسم شتوي كان الأسوأ، بحسب ما نقلت عنه صحيفة «الوطن» المحلية.
وعزا القصير تلك الحركة إلى تلقي العديد من المواطنين حوالات من أقاربهم المغتربين خارج البلد بمناسبة العيد، ما يحرك السوق بشكل لافت مقارنة بباقي فترات السنة.
وعن الأسعار، قال القصير إن سعر لباس العيد يتفاوت حسب النوعية، ومنها الشعبي أو الجيد، إذ إن تكلفة اللباس النسائي للعيد مرتفعة، إذ يصل سعر البنطلون القماش الصيني حاليا إلى 50 ألف ليرة والبلوزة كذلك الأمر، وباقي مستلزمات بدل العيد من حذاء وحقيبة لتصل التكلفة إلى 200 ألف ليرة تقريبا، مقابل نحو 250 ألف ليرة تكلفة بدل العيد «كسوة» الطفل.
وأشار القصير إلى أن بنطلون الجينز الوطني يباع بنحو 70 ألف ليرة، مقابل 50 ألفا للجينز الصيني، مشيرا الى أن الوطني أغلى وجودته أعلى من المستورد، وقليل من يحصل عليه من حلب بسبب زيادة الطلب عليه.
وبين أمين سر الجمعية أن سبب ارتفاع الأسعار يعود لغلاء مستلزمات الإنتاج من مواد أولية وغيرها وجميعها مستوردة من الصين، وتشهد ارتفاع أسعار أجور النقل ورسوم الحاويات والجمركة وغيرها من تبعات الحرب الأوكرانية منذ نحو 3 أشهر، لترتفع الأسعار على اثرها بنسبة 35-40% إضافة الى عوامل ارتفاع سعر الصرف في السوق السوداء ارتفاع الضرائب وجميعها عوامل لا ترحم التاجر الذي يضطر الى تحميل هذه المصاريف على «القطعة» (من الألبسة) وبالتالي المستهلك هو من يدفع الثمن.