- السويلم: عبودية الإنسان لربه عبودية دائمة غير مقيدة بزمان ولا مكان وعمل المؤمن لا ينقضي حتى يأتيه أجله
- العقيلي: الاستقامة لا تقتصر على أداء العبادات فقط بل هي استقامة الأخلاق والقلب والجوارح على ما يرضي الله تعالى
إعداد: ليلى الشافعي
بعد أن غشينا الله في رمضان بالرحمة والمغفرة واستجابة الدعاء، يتجدد السؤال كل عام، ماذا بعد رمضان؟ ماذا بعد العبادة والطاعات والصوم؟ وكيف نستثمر زاد هذا الشهر الكريم طوال العام؟
يبين لنا الشيخ يحيى العقيلي كيف نستمر على الاستقامة بعد انقضاء رمضان، ويقول: ودعنا شهر رمضان، شهر الصيام والقيام، شهر التقوى والإيمان، وشهر الذكر والقرآن، شهر البر والإحسان، والسعيد من تزود من فضائله هذه لمستقبل أيامه، يزداد قربا لمولاه، أو يكتسب خلقا فاضلا تمناه، او يدع مسلكا خاطئا تحاشاه، يسلك بذلك جادة الاستقامة، جادة الذين بشر الله جل وعلا من سلك طريقها بأعظم بشارة وأجزل عطاء (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون).
وزاد: ولكن مواسمنا الإيمانية عباد الله ليست ذكريات تمضي وليست مشاعر تُنسى بل إيمان يزداد وخلق يكتسب وفضيلة تتجمل وقد كان منهج النبي صلى الله عليه وسلم في العبادة والاستقامة هو المداومة على الأمر، ولو كان قليلا اغتنام إقبال النفس في الإقبال على الطاعات واكتساب الفضائل والمكرمات.
مؤكدا ان الاستقامة لا تقتصر على أداء العبادات فقط بل هي استقامة الأخلاق على الفضيلة والأخلاق الحسنة، واستقامة القلب والجوارح على ما يرضي الله تعالى، واستقامة الفكر والعقل على هدي الشريعة واستقامة اليد على العطاء والبذل، قال تعالى: (فاستقم كما أُمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير).
من جهته، قال الشيخ يوسف السويلم: العبادة لها أثر عظيم في طمأنينة النفس وسكونها إلا انها تحتاج الى مجاهدة ومغالبة لأهواء النفس، وعلى كل إنسان ان يعلم ان عبوديته لربه عبودية دائمة غير مقيدة بزمان ولا مكان، وعمل المؤمن لا ينقضي حتى يأتيه أجله، قال الحسن البصري: «إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلا دون الموت.
ثم قرأ قوله عز وجل: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) وينبغي ان يعلم المسلم ان شهر رمضان فضيلة تفضل الله بها على عباده ليزدادوا إليه تقربا ويسارعوا في فعل الخيرات فإذا وقر ذلك في نفس المسلم كان أحرص على عبادة ربه طيلة عمره فلا يقطعه عنها انقضاء شهر او دخوله.
وأكد السويلم ان من استفاد من رمضان استفادة حقيقية لابد ان يكون حاله بعده خيرا من حاله قبله لأن من علامات قبول الحسنة الحسنة بعدها ومن علامات ردها العودة الى المعاصي بعد الطاعات.
ونصح السويلم كل مسلم بأ ن يداوم على الطاعة والعبادة مادام في صدره نفس يتردد، أما أولئك الذين يهجرون المساجد والطاعات مع مطلع العيد فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان.