الرئيس الراحل أنور السادات يعتبر من أبرز الزعماء العرب بل والأفارقة والعالم، استطاع أن يحقق نصرا على إسرائيل التي كانت تتعالى وتتكبر في المنطقة، وكانت دائما تدعي أنها الأقوى عسكريا، إلا أن الرئيس السادات استطاع من خلال انتصاره في حرب أكتوبر استرجاع كل سيناء التي كانت محتلة من قبل الجيش الإسرائيلي وأن يرفع علم بلده مصر على أرض سيناء، وتمكن بهذا الانتصار من أن يفرض على الإسرائيليين توقيع معاهدة سلام.
ولا شك أن تلك المعاهدة حققت الأمن والسلام والاستقرار لمصر والمنطقة وهيأت لمصر ظروف البناء وإنجاز المشاريع التنموية وحفظ سفك دماء شباب مصر في القوات المسلحة، وعندما سئل ماذا حققت بتوقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، رد: نعم لقد أعطيتهم ورقة وأخذت أرضي، وكان الرئيس السادات طيلة السنوات التي عقبت حرب احتلال سيناء والجولان وأراض أخرى في الأردن وفلسطين، يستعد دون تردد لهذه المعركة وكان صاحب عزيمة نابعة من تمسكه بتحرير الأراضي المحتلة، ولقد نجح بفضل العزيمة التي تتمثل بإرادة قوية.
كذلك تمكن السادات من التخلص من رغبة الاتحاد السوفييتي وقتها بإقامة قواعد عسكرية، حيث رد عليهم أنا حاليا لست بحاجة إلى قواعد لتحميني ولقد ارتبطت مع إسرائيل باتفاقية سلام وهي اتفاقية كامب ديفيد.
ولو حاولنا أن نسترجع الأوضاع خلال تلك المرحلة حيث حرب ومفاوضات فاشلة، فمازال الفلسطينيون لم يتقدموا خطوة نحو تحرير أراضيهم، بل استطاعت إسرائيل أن تتوسع في احتلالها للأراضي الفلسطينية وكذلك تراجعت المطالب الفلسطينية التي كانت تصر على كامل الأراضي التي احتلت في حرب 1967.
وسبق أن زرت الأراضي الفلسطينية قبل أربع سنوات وشاهدت الأوضاع، فإذا بإسرائيل تتحكم بكل الأراضي الفلسطينية بل ولا يدخل الأراضي الفلسطينية أي وفد أو شخص إلا بموافقة إسرائيل وليست هناك دولة فلسطينية كما يعتقد البعض بل هناك احتلال إسرائيلي كامل للأراضي الفلسطينية.
وكذلك بالنسبة لسورية فهي مازالت تحارب عن طريق الإعلام والميكرفونات والتصريحات الإعلامية للقادة السوريين بتمسكهم بأراضي سورية ومنها هضبة الجولان: فلم يحقق زعماء سورية أي شيء يذكر، لأن قرارهم تنقصه العزيمة، ولا داعي لتوجيه اتهامات الخيانة للآخرين لأنهم وقعوا اتفاقية السلام، كذلك سورية ترتبط باتفاقيات وقف الحرب وعدم السماح لأي نوع من النشاط العسكري..
كفانا يا عرب شعارات وبطولات وهمية لأن تحرير الأراضي المحتلة يحتاج إلى عزيمة، وهذا ما فعله الرئيس السادات باسترداد أرض سيناء وعادت قناة السويس قناة مصرية، يا ليت زعماء العرب يستفيدون من القيادة المثلى للرئيس الراحل أنور السادات.
تحية للرئيس الراحل أنور السادات بطل حرب أكتوبر.. ذلك القائد الفذ الذي تمثل بالعزيمة والشجاعة..
دعاء: «اللهم إنا نسألك فرجا قريبا وصبرا جميلا وفتحا مبينا، وحسابا يسيرا، وجنة وحريرا»..
والله الموفق.