بيروت - عمر حبنجر
الحراك الانتخابي لم يتوقف، انسجاما مع عطلة عيد الفطر السعيد، لا بل ان خطب العيد كانت انتخابية بامتياز، من خطبة مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان الذي أم المصلين في جامع محمد الأمين وسط بيروت، وعلى خطاه سار أئمة مساجد لبنان، فالفترة الفاصلة عن مواعيد الاقتراع في الخارج والداخل قصيرة وضاغطة الى حد بعيد لاستثمار الفرص المتاحة لتحفيز الناس على التوجه الى صناديق الاقتراع.
على ان لصلاة العيد في مسجد المنصوري الكبير بمدينة طرابلس، كان لها وقع مختلف وبعيد عن الانتخابات، عندما خرجت سيدة من بين الجمهور أمام المسجد لتلقي بكيس «بالون» معبأ بالمياه على مفتي الشمال الشيخ محمد إمام صارخة في وجهه «تأتي لتصي وأبناؤنا تحت الماء»، في إشارة إلى غرقى مركب الموت الذين تعذر انتشال جثامينهم حتى الساعة، وقد تدخلت قوى الأمن وأبعدت السيدة التي كانت لاتزال ترغي وتزبد بحق السلطة اللبنانية القائمة.
وأكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للمتحلقين حوله في مسجد محمد الأمين، ان الانتخابات حاصلة في موعدها 100%.
أما رئيس مجلس النواب نبيه بري فتوجه برسالة الى المغتربين اللبنانيين، عشية الإدلاء بأصواتهم في 6 و8 من مايو، قائلا: «ليكن اقتراعكم للبنان الدولة المدنية ولإقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي».
رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، المرشح لرئاسة الجمهورية، قال لقناة «ال بي سي آي»: «إذا سمحت الظروف الدولية والإقليمية والداخلية فسأكون رئيسا للجمهورية».
وأضاف: «الرئاسة اليوم مسؤولية، واذا بدي إجي بدي إجي، على ضو وعلى وضوح، واذا وجدت ان هناك شروطا لا يمكنني تنفيذها فلن أقبل بأن أكون رئيسا، وان أصبحت رئيسا لا أستمر»، وأكد أنه سيسمي ميقاتي لرئاسة الحكومة.
النائب جورج عدوان، نائب رئيس حزب القوات اللبنانية، المرشح عن دائرة الشوف - عاليه، رجح فوز المرشح مارك ضو، على الأمير طلال أرسلان في هذه الدائرة».
وقال: «طموحنا تشكيل جبهة سيادية، ولن نشارك بأي حكومة، غير حكومة أكثرية سيادية او نكون معارضة، بمعنى ان حكومات الوفاق الوطني مع حزب الله محتفظا بسلاحه ليست مقبولة.
وأولوية القوات اللبنانية ورئيسها الذي يقول دائما، لا أن يعمل رئيس جمهورية، أولويته ان يعود لدينا جمهورية، وأن نمنع عودة رئيس من خط الممانعة، لأنه يكفي خراب بالبلد.
أما جبران باسيل الذي انتقل الى البقاع امس، في إطار جولته الانتخابية اعتبر ألا أحد يلغي أحدا و«أن مشروعنا كتيار حر إنقاذ الدولة، وليس إسقاط أي أحد..».
وأضاف: يتحدثون عن المحاصصة، و«اليوم رجعوا ينزلوا سوا ليحموا بعضهم» وقال: اليوم الخيار في الجبل بين الشركة والشراكة، ونحن أهل الشراكة.. وبينما باسيل في الشوف، كان سامي الجميل رئيس حزب الكتائب في البترون عقر دار باسيل، محتفلا بإطلاق لائحة «شمال المواجهة»، حيث أعلن انه مع نبيه بري لن يجلس، وبحكومة يسيطر عليها حزب الله لن يشارك، ولرئيس جمهورية يدعمه حزب الله لن يصوت.
بدوره، المرشح مجد بطرس حرب أكد ان كل صوت لمرشح حزب الله في البترون هو صوت بالمباشر لحزب الله، مشيرا الى ان المعركة ليست معركة أشخاص، بل معركة هوية بوجه مشروع ثقافته الموت والفساد، وكما خلال الحرب رفض كبارنا ان تمر طريق القدس بجونية، في السلم، نرفض ان يمر طريق طهران بالبترون.
ويرى رئيس الحكومة في مشهد ما بعد الانتخابات التي اكد على حصولها صورة قاتمة، وقد تحدث عن صعوبة المرحلة وخطورتها، وكأنه بات على يقين بعدم حصول الإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي، وانه اذا تقررت فلن تطبق، في حال عادت الطبقة السياسية عينها وجددت لنفسها، وهذه الصورة عاد بها نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي من اجتماعاته مع صندوق النقد الدولي في الولايات المتحدة الأميركية.
وبناء عليه نقل عن الرئيس ميقاتي عزوفه عن تشكيل حكومة ما بعد الانتخابات.. وضمن الصورة القاتمة، التحركات الانتخابية الضاغطة أمنيا، ان على المرشحين الشيعة المستقلين عن ثنائي أمل وحزب الله، او على المرشحين السياديين من الطوائف الأخرى، وآخر ما لفت الأنظار على هذا الصعيد الملاحقة الترهيبية لرئيس لقاء سيدة الجبل النائب السابق فارس سعيد والمرشح الحالي عن دائرة جبيل - كسروان، تارة بتحليق طائرة مسيرة فوق منزله في بلدة قرطبا - جبيل، وأخرى بمحاولة سيارة آتية من البقاع الاقتراب من منزله ليلا، فاعترضها حراسه، وأبلغ سعيد قوى الأمن بذلك، وتبين ان أرقام لوحات السيارة مزورة، وقد توجه الى من وراء من كانوا بالسيارة قائلا: «خيطوا بغير هذه المسلة.. قرطبا والجرد لا يركعان إلا لله».
في غضون ذلك تنصل حزب الله في بيان رسمي من الشيخ نظير جشي، الذي سبق للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ان اعتبره منتحل صفة رجل دين، بينما هو من أصحاب السوابق، وقد سجن لسنوات بقضايا نصب واحتيال لا صلة له إطلاقا بحزب الله».
وكان جشي توجه في شريط ڤيديو الى الناخبين الشيعة بقوله: «من يريد ان يرى بناته على شاطئ جونية والمعاملتين وجبيل فلينتخب القوات اللبنانية وحلفاءها.. ومن كان يريد رؤية أبنائه في بيوت الدعارة والمخدرات يروح وينتخبهم..».