بيروت- خلدون قواص - عامر زين الدين
حذر مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان من خطورة الامتناع عن المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، ومن خطورة انتخاب الفاسدين السيئين، لأن الامتناع عن المشاركة في الانتخابات هو الوصفة السحرية لوصول الفاسدين السيئين إلى السلطة.
وقال في خطبة عيد الفطر بمسجد محمد الأمين بحضور رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي والرئيس فؤاد السنيورة وسفيرنا في بيروت عبد العال القناعي وأغلبية المرشحين للانتخابات عن دائرة بيروت الثانية، إن تكرار الأخطاء جريمة وأسوأ الجرائم تلك التي ترتكب بحق الوطن، وبحجة الدفاع عنه.
وأضاف «لقد بلغ الوضع من الخطورة ومن السوء درجة يحاولون معها تحويل المسيء إلى محسن، والمجرم إلى بطل، ويرفعون الفاشل إلى أعلى درجات الإشادة والتكريم. وهم الذين حولوا لبنان إلى دولة فاشلة، تستجدي الماء والكهرباء ورغيف الخبز».
وتابع: إن الانتخابات النيابية فرصة أمامنا للتغيير. فليكن تغييرا نحو الأفضل، باختيار الأصلح. والاختيار لا يكون عن بعد. ولا يكون بالتمني. بل يكون بالمشاركة الفعلية الكثيفة، وبقول الحق في ورقة التصويت.
وقال إن الشكوى من الفساد، ومن الفشل في الإدارة، لا يكون بالكلام فقط. إنه يحتاج إلى عمل. والعمل يبدأ بالمشاركة في الانتخابات باختيار الصالحين من أبنائنا، وليس بالامتناع عن المشاركة في الانتخابات، لإفساح المجال أمام السيئين منهم. إن الخطأ المتكرر يهبط إلى مستوى الجريمة الكبرى بحق الوطن.
واعتبر ان: الانتخابات النيابية هي طريقنا الشرعي إلى هذا الخلاص. فلنبادر إلى تحمل مسؤولياتنا الوطنية والأخلاقية، باختيار الصالحين من أبنائنا، وهم كثر بحمد الله.
وتطرق الى ماحدث في طرابلس، بغرق مركب المهاجرين وقال إن الدولة في عدم الحرص على الأمن المعيشي أسهمت بقصد أو بدون قصد، فيما نزل بالناس من مآس، وما نزل بهم من فقدان وإيلام.
من جهته، أم شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى الصلاة صبيحة العيد في مقام الأمير السيد عبدالله جمال الدين التنوخي (ق)، في عبيه، وألقى خطبة حول معاني العيد والإيمان والتوحيد، وقال: «لا نتوقف عن دعوة المسؤولين في بلادنا للعودة إلى تلك القيم السامية وتلك المنابع الروحية والإنسانية الصافية، لعلهم يتفكرون بمعنى الأمانة التي ألقيت على عواتقهم، وهي أمانة رعاية الشعب، عوضا عن المعاندة والمكابرة والمتاجرة بكرامات الناس وحقوقهم ومشاعرهم، وعن الإمعان في تيئييس الشباب وتهجيرهم، وعن التباكي على الأطلال والهروب من تحمل مسؤولية انهيار الدولة وتخريب البيوت والمؤسسات».
وأطلق أبي المنى «النداء والصرخة في وجه أصحاب القرار بألا يتقاعسوا في مهماتهم وألا يستهتروا بهموم الناس ولا يتاجروا بمصلحة الوطن من أجل مصالحهم السياسية أو الانتخابية أو الخارجية، فجدران الوطن باتت تتداعى ومؤسساته تتهاوى واحدة تلو الأخرى، وقد بتنا على أبواب الانفجار الاجتماعي الشامل وعلى مقربة من ثورة بركان الجوع واستعادة الكرامة».
كما دعا اللبنانيين بكل فئاتهم ومذاهبهم لينهضوا بوطنهم لكي ينهض العالم معهم، وألا يقبلوا باستمرار حالة التشرذم والارتهان والهروب إلى عصبيات الطوائف واحتقار خيارات الشعب وتجاهل تداعيات الأزمات المتلاحقة والمتراكمة والمزمنة، وأن يثقوا بلبنانهم المنتصر على اليأس.
ووتوجه بالمحبة والشكر «إلى أشقائنا العرب لكي يثقوا بلبنان العائد معهم وبمساعدتهم إلى حقيقته ودوره، وألا يتخلوا عنه في مرضه ومعاناته، ولا يتركوه فريسة للطامعين ومخططاتهم، ولا يقفوا عند بعض الإساءات الآنية العابرة، فالعروبة في قلب لبنان، ولبنان في قلب العروبة، ومعا نواجه التحديات ونواصل الكفاح من أجل حرية أوطاننا وكرامة شعوبنا وقضايا أمتنا المحقة».