دمشق – هدى العبود
أكد الفنان السوري فايز قزق بطل مسلسل كسر عضم أنه يفتخر بالفنانين الذين شاركوه في العمل بدءا من المخرجة رشا شربتجي مرورا بالكاتب للنص والكاست الفني الذي قدم عملا فنيا خاصة وان ما عرض حقيقة.
واضاف : كان علي أنا شخصيا أن أغذي هذا المسلسل بأحداثه المهمة التي غزت الوطن العربي وليس فقط على مستوى الداخل السوري ..كما ان الإخراج والمونتاج والموسيقى استطاعت الوصول للحالة الوجدانية وكل من شاهدني شخصيا قال لي " أبكيتنا بصدق وبكاؤنا كان صادقا وعلينا بهذا البلد الذي عانى ويلات الحرب والفساد غسل العين والصدر وفجأة نجد أنفسنا بعيدين عن هذه الدمعة الأصلية التي تغسل الصدر قبل العين .
وردا على سؤال يتعلق بالموقف الصعب بالمسلسل وانتحار ابنه ريان قال :
سقطت دموعي وأنا أحتضن ابني ريان، في حضرة الموت تسقط الأقنعة، والمشهد أبكى كل من حضر تصوير المشهد علما ان كل شيء كان مقروءا ومحفوظا لهذا المشهد تم نسيانه، وتم تقديم مشهد الوداع بفيض من الإحساس والمشاعر الحقيقية، حيث اختلطت مشاعر شخصية الحكم، مع الفنان قزق، الذي وجد نفسه أمام طالبه سابقا في المعهد العالي للفنون المسرحية، وزميله في العمل الفنان سامر إسماعيل يشاطره البطولة "التحمت به وأمسكته بكامل جوارحي حتى ان سامر شعر بذلك والتصق بي هو الآخر إلى أن قالت المخرجة " كفى قشعر بدني " وكان مقررا أن يستغرق تصوير المشهد ثلاثة أرباع الساعة مع الحفاظ على وضعيات الممثلين أكثر لأخذ اللقطات ببطء" والحق يقال لقد أبدعت القديرة نادين خوري في استكمال الصورة النهائية لمشهد الوداع.
واضاف : منظومة الفساد التي ينتمي إليها والده ( الحكم ) يذكرني بشخصية هاملت عندما ترجل لأنه لا يستطيع ان يكون ضمن منظومة الفساد والتآمر وتحقير الإنسان . نعم آثر ريان ان يكون حرا وان يقدم حياته مدافعا عن شعبه في الوقت الذي تخلى عن هذا الشعب والوطن الفاسدون، وكان وهو يغمض عينيه مبتسما ابتسامة عذبة وكأنه يقول القادم أجمل .
وبسؤاله :برأيك هل نهضت الدراما السورية من خلال تقديم مسلسلات أثبتت وجودها على الخريطة الفنية العربية والسورية لعام 2022 وبدأت بالعودة لمكانها الطبيعي ؟ قال: علينا أن ننهض في كافة مناحي الحياة لتكوين دولة جديدة تقوم على ركائز علمية حقيقية , ومن خلال مسلسل كسر عضم وكافة المسلسلات التي شاهدناها كانت هناك محاولة لمحاكاة جرحنا والإشارة إلى ضرورة فتح الحوار الحقيقي، فعندما أقدم مسرحية أو فيلما أو مسلسلا أعتبره بداية لفتح الحوار، ونأمل ألا تغيب تلك الحوارات بيننا . لأنها تحمل طابعا حضاريا إنسانيا، وهذا ينطبق على حال العرب وعلى حال السوريين قبل الحرب وأثناء الحرب وبعد الحرب .. من هنا نستطيع التغلب على الخراب والظلمة من خلال مأسسة الحوار وإعادة التثقيف والقراءة، وعلينا الاندماج بالمراكز الثقافية ومشاهدة الأعمال السينمائية العربية والغربية والمحلية والاطلاع على ما يجري على سطح الكرة الأرضية والتي نحن جزء منها، ومن المفيد الاطلاع على تجارب الشعوب كيف نهضت من ويلات للحروب والنكبات، ولتكن اليابان وما جرى فيها مثلا أنموذجا يحتذى به، كما ان علينا الإمساك بأجيالنا الجديدة ورعايتها وان تكون البوصلة لبناء الأوطان .
وختم الفنان فايز قزق حديثه لـ"الأنباء " قائلا : طريقة الطرح اللطيفة في المسلسل كان لها دور في استمالة قلوب المشاهدين بعيدا عن الأسلوب الفج من خلال الحكايات "حكاية أبو ريان، حكاية عبلة، حكاية يارا وغيرها من القصص" التي سهلت تمرير الأفكار بسلاسة ومعالجتها بطريقة منطقية، خاصة طرح قضية الفساد من خلال مسلسل درامي سيكون فاتحة لأعمال فنية تطرح قضايا الفساد وعناصره والدراما قادرة على البحث في أسباب الفساد وعناصره، وكل الشكر للكاست الفني الذي شاطرني عملين لهذا العام كسر عضم ومع وقف التنفيذ وللمخرجة رشا شربتجي وكافة الكاست الفني والإبداعي، كما أريد ان اشكر الفنان والمخرج الكبير سيف الدين سبيعي والكتاب والكاست الفني بأكمله، وكل الاحترام لكل من يعمل في هذا المجال في سورية والوطن العربي.