أحيت أوكرانيا والدول الأوروبية أمس ذكرى الانتصار على النازية في الحرب العالمية محذرة من ان مشاهدها تتكرر الآن مع الغزو الذي تتعرض له كييف، في وقت ألمحت موسكو للمرة الأولى منذ بدء الحرب إلى نيتها ضمها، مهددة بتدمير دول الناتو خلال 30 دقيقة في حال استخدمت الأسلحة النووية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس إن الشر عاد إلى أوكرانيا، وذلك في خطاب مؤثر ألقاه في يوم النصر الذي تحيي فيه أوروبا ذكرى انتصار للحلفاء في الحرب العالمية الثانية واستسلام ألمانيا النازية.
ونشر الرئيس الأوكراني، مقطع فيديو على حسابه على موقع فيسبوك يكشف الآثار المدمرة للغزو الروسي لبلاده.
وقال إنه بعد 80 عاما على الحرب العالمية الثانية، أوكرانيا تعاني من المشكلة نفسها ويسيطر الأبيض والأسود على البلاد بعد أن دمرتها الصواريخ الروسية.
وأضاف ان الحياة التي قاتل الجنود من أجلها في تلك الحرب انتهت في 24 فبراير عندما غزت القوات الروسية بلاده.
وقال: «لقد عاد الشر. مرة أخرى! بشكل مختلف وتحت شعارات مختلفة ولكن للغرض نفسه». لكنه شدد على ان أوكرانيا وحلفاءها سيفوزون.
وتابع قائلا: «لا يفلت شر من المسؤولية ولا يختبئ في قبو».
بعد ذلك، شارك الرئيس الأوكراني في اجتماع عبر الفيديو مع قادة مجموعة السبع «G7». وتتولى ألمانيا هذا العام رئاسة مجموعة الـ 7 التي تضم أيضا كندا والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا واليابان.
وقالت المتحدثة إن هذا الاجتماع الثالث منذ بداية العام كرس «خصوصا للوضع في أوكرانيا».
جاء ذلك، عشية احتفال موسكو بيوم نصر الاتحاد السوفييتي على ألمانيا النازية في أهم مناسبة وطنية روسية، حيث يجري الجيش الروسي في الساحة الحمراء بموسكو اليوم، استعراضا ضخما للقوة العسكرية، بمشاركة طائرة يوم القيامة التي سيستخدمها الرئيس في حال التعرض لهجوم نووي، ويشمل أسلحة متطورة وصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، فيما ينتظر ان يلقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابا مهما لا يستبعد ان يلمح فيه الى استخدام السلاح النووي.
من جهته، استبق بوتين الاحتفالات وبالتأكيد على ثقته بالنصر، طارحا عددا من المقارنات بين الحرب العالمية الثانية والصراع في أوكرانيا.
وقال في تهنئة وجهها إلى دول الكتلة السوفييتية السابقة والمنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا «اليوم جنودنا، مثل أسلافهم، يقاتلون جنبا إلى جنب من أجل تحرير أرضهم من الأوساخ النازية، مع الثقة في أن النصر سيكون لنا كما في عام 1945».
وأضاف ان «الواجب المشترك اليوم هو منع عودة النازية التي سببت الكثير من المعاناة لشعوب الدول المختلفة»، حيث تتهم روسيا القيادة الأوكرانية بالنازية الجديدة.
وفي تهديد غير مباشر باستخدام الأسلحة النووي، قال دميتري روغوزين، مدير وكالة الفضاء الروسية «روس كوسموس»، إن بلاده تحتاج إلى 30 دقيقة فقط لـ «تدمير دول حلف شمال الأطلسي الناتو» في حال اندلاع حرب نووية بين الطرفين.
وذكر روغوزين، عبر قناته في «تيليغرام»: «في حرب نووية، سندمر دول الناتو في غضون 30 دقيقة، لكن يتعين علينا منع حدوث ذلك، لأن تبعات ضربات نووية متبادلة بيننا ستؤثر سلبا على وضع كوكب الأرض، ولذلك سنضطر إلى تحقيق فوز على هذا العدو الأقوى اقتصاديا وعسكريا بأساليب القتال التقليدية».
وفي أول تلميح الى نية موسكو ضم أوكرانيا، حذر، وفقا لما نقله موقع قناة «آر تي عربية»، من أن «وجود أوكرانيا مستقلة عن روسيا سيحولها حتما إلى دولة معادية لروسيا ومنطلق للعدوان الغربي على شعبنا».
وشدد على أن العملية العسكرية التي تجريها موسكو في أوكرانيا هي «حرب من أجل الحقيقة وحق روسيا في الوجود كدولة موحدة ومستقلة».
ميدانيا، أعلنت رئاسة الأركان الأوكرانية أمس أن «العدو لا يوقف عملياته الهجومية في منطقة العمليات الشرقية من أجل فرض سيطرة كاملة على أراضي مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون والحفاظ على الممر البري بين هذه المناطق والقرم المحتلة» منذ 2014.
وأوضحت أن القوات الروسية في منطقة دونيتسك واصلت عملياتها الهجومية حول ليمان وبوباسنيانسكي وسيفيرودونيتسك وأفدييفكا، وأن الوضع «متوتر» من جهة مولدافيا.
وعلى الرغم من تضاؤل كمية الذخيرة والغذاء والظروف المعيشية القاسية، مازال آخر المقاتلين الأوكرانيين المتحصنين في مصنع آزوفستال للحديد يكافحون بينما يشدد الجيش الروسي حصاره على جيب المقاومة الأخير في مدينة ماريوبول.
وأعلن العسكريون الأوكرانيون أنهم لا ينوون الاستسلام، وصرح الضابط في جهاز الاستخبارات الأوكرانية إيليا سامويلينكو في مؤتمر صحافي عبر الفيديو بأن «الاستسلام ليس خيارا لأن حياتنا لا تهم روسيا. تركنا على قيد الحياة لا يهمهم».