المرعب.. من في الكويت لا يعرف من هو المرعب جاسم يعقوب، لاعب الكرة الدولي ورأس الحربة القناص في نادي القادسية والمنتخبين الوطني والعسكري.
سؤال قد يبدو غريبا، ولكنه بات مستحقا بعد ما تعرض له رمز ونجم الكرة الكويتية جاسم يعقوب، الذي نال لقب المرعب لأنه كان يرعب حراس الكويت والخليج وقارة آسيا والعالم في البطولات المحلية والخليجية والقارية والدولية.
تفاعل المجتمع الكويتي مع ما أثارته الإعلامية إقبال الأحمد، عن رفض الهيئة العامة للإعاقة إصدار شهادة إعاقة لرمز الكرة الكويتية جاسم يعقوب.
عرفنا مرعب الملاعب، ولكن يبدو أن هناك أكثر من مرعب، بل توجد أمور مرعبة يجب أن نعرفها ونسلط الضوء عليها بعد حادث المرعب!
«المرعب» حقاً هو تصريح عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للإعاقة محسن العجمي، الذي أكد فيه احترامه وتقديره للمرعب جاسم يعقوب، وعلمه وتأكيده على استحقاق المرعب لشهادة الإعاقة.
إلا أنه يرفض تدخل وزير الصحة لإنجاز معاملته، فهو يعرف الكثير من الناس من مستحقي الشهادة ولم يأخذوا حقهم إلا عن طريق المحكمة.
وهنا يكمن الرعب الحقيقي، وهو رفض وصاية وزير الصحة على هيئة الإعاقة التابعة له والمسؤول عنها، والتي ارتكبت خطأ مفضوحا برفض منح جاسم يعقوب شهادة إعاقة رغم تأكيد عضو مجلس الإدارة باستحقاقه لها ويطلب من اللاعب اللجوء للمحكمة كغيره من الناس.
ومن هذا المنطلق، على الأخ العزيز محسن العجمي أن يعلم أنه كان من الأولى بدلا من رفض تدخل وزير الصحة، هو الإسراع في تدخلكم الكريم لحل موضوعه ومواضيع غيره من المواطنين قبل تدخل الوزير والرأي العام، بل محاسبة المقصرين ومنهم تلك اللجنة التي قصرت في أعمالها.
والمرعب في الموضوع أيضا، هو ما وصل إليه الوضع من مدى حاجة المواطن إلى حل قضاياه ونيل حقوقه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي تتفاعل لتنصف كل مظلوم أو ظالم إن استطاع تزوير الحقائق.
هذه هي المشاهد والأمور المرعبة التي تفزع وتربك وتخيف الناس من عدم حصولهم على حقوقهم إلا من خلال تفاعل الناس معهم في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
والسؤال الذي يطرح نفسه: كم مواطن يستحق أي حق له، ومع ذلك تعرض للظلم والإقصاء والحرمان كما تعرض له المرعب في هيئة الإعاقة ولا يملك من يتفاعل مع قضاياه؟!
أعتقد أن الإجابة ليس بالعشرات أو المئات بل بالآلاف، هذا بالإضافة إلى الكثير الذين قرروا أن يعفوا أنفسهم من الدخول في متاهة الروتين والبيروقراطية لعلمهم أنهم لن يحصلوا على حقوقهم بسبب وجود لجان مثل التي تعاملت مع المرعب.
إننا بحاجة إلى جراحة عاجلة للكثير من الوزارات والهيئات والمؤسسات التي تقدم خدماتها الأساسية والحيوية للمواطنين، لتعمل بنظام مؤسسي يعطي المواطن (المستحق) حقوقه دون منة أو تدخلات عليا، فقد أصبح المواطن اليوم تحت رحمة الواسطة أو تفاعل وسائل التواصل الاجتماعي مع قضاياه.
وفي الختام، أعتقد انه من الضروري الإسراع في تكويت الجهاز التنفيذي للدولة والاعتماد على الكوادر الوطنية وتأهيلهم، فهو الأحق بالوظيفة الحكومية.
Al_Derbass@
[email protected]