احتفل الاتحاد الأوروبي بـ «اليوم الأوروبي» في التاسع من الشهر الجاري.. وذلك لتخليد ذكرى السلام المعروف بإعلان وزير الخارجية الفرنسي روبرت شومان في 9 مايو عام 1950.. وثيقة قيام الاتحاد الأوربي ثم ترسيم الإعلان عام 1985 بقرار الاتحاد في اجتماع له بميلانو.
وتأتي هذه المقدمة في بداية هذا المقال عن اليوم الأوروبي بمنزلة نموذج من الديموقراطيات الدولية التي تحتذى ، ولتميز العلاقات الكويتية الأوروبية، التي وطدت أواصر التعاون بين البلدين، هذا اليوم وحد شعوب أوروبا في التاريخ والمصير المشترك، والعابر للحدود والقارات بثقافته وحضارته ومعرفته كأحد أدوات الحضارة الإنسانية.
الاحتفال باليوم الأوروبي أقيم يوم الاثنين الماضي في حديقة الشهيد بالكويت، بجو أحسست فيه والكويتيون بالبهجة خصوصا.. عندما تجولت بين أجنحة الدول الـ 17 المشاركة بالاحتفال والتي تميزت بعروضها التعريفية لثقافتها، إلى جانب العروض الموسيقية لفنانين أوروبيين وكويتيين، وكان الجو العام وتنظيمه وتنسيقه ناجحا.. وما أحوجنا لمثل هذه الأيام في منطقتنا الخليجية والعربية.
إن ما تقوم بهم ممثليات الاتحاد الأوروبي باعث وحافز على توسيع نطاق معرفة العالم بنا كشعوب خليجية ثقافيا وحضاريا.. فلماذا لا تعكس دول مجلس التعاون هذه التجربة وتستفيد منها بإقرار «يوم السلام والتعاون الخليجي» ليحتفل به في «يوم قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربي» كل عام، على أن تقام الاحتفالات في دول العالم بفتح أجنحة لكل دولة خليجية تعكس تاريخ شعوب الخليج في المنطقة وشبه الجزيرة العربية، لتقرب ثقافات الشعوب، وتنمي القطاع الثقافي وروابط الصداقات الخليجية الأوروبية وحول العالم.
لقد حققت دول مجلس التعاون الخليجي نقلة نوعية في توطيد العلاقات بين شعوبها، ومنها السماح لمواطنيها بدخول الدول الخليجية «بالهوية» وهذا شيء طيب ويعطي شعورا بالانتماء الخليجي كوحدة إقليمية متماسكة أمام العالم، إلا أنه على نطاق الأيام العالمية.. مازالت الساحة لنا في الإعلان عن أيام خليجية تزيدنا انسجاما وتميزنا أما العالم الدولي.. وعلينا ألا ننسى أن سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، كان صاحب الفكرة بتأسيس «اتحاد دول مجلس التعاون الخليجي» منذ عام 1976 إلى أن توصلت الدول الخليجية بالإعلان عنه بإمارة أبوظبي في 25 مايو 1981.
فلنعلن يوم 25 مايو «يوما خليجيا دوليا» وعلى شاكلة «اليوم الأوروبي»، على أن تتم الاحتفالات به.. ليتعرف العالم على حضارتنا وثقافتنا وعادات شعوبنا الأصيلة.. ويعم السلام على شعوبنا وعلى الشعوب الأوروبية وشعوب العالم.
[email protected]