من الأمور الجديرة بالتحليل العلاقات الإنسانية الفريدة المتميزة بين دول مجلس التعاون ليس على مستوى الحكام ولكن أيضا على مستوى الشعوب وهذا يفسر ما نلمسه من مشاعر حيال ما قد يحدث بأي دولة من شعوب الدول الأخرى، إذ إن ما نراه أمامنا الآن من مشاعر تجاه وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ خليفة بن زايد وكأن المصاب في بيت كل خليجي، ويتضح جليا لأننا نرى كل خليجي يستقبل العزاء والمواساة في هذا المصاب.
إن هذه العلاقات الفريدة أقوى من أي محاولات للوقيعة بين شعوب المجلس أو لإحداث أي شروخ بالعلاقات بينها وهو رصيد شعوب المجلس للتصدي للتحديات غير المسبوقة من قبل والتي تتبدل يوما بعد يوم.
إننا إذ نعزي أنفسنا والإخوة بالإمارات الشقيقة لندعو الله عز وجل أن يحفظ شعوبنا من كل سوء ويجعل الجنة مثوى موتانا وأن يتجاوز سبحانه عن خطايانا جميعا وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقد لمسنا نفس المشاعر عندما حدث الغزو العراقي الغاشم على الكويت عام 1990، إذ إن جميع شعوب الخليج وقفت إلى جانب الشعب الكويتي ليخفف عنه الألم بلمسات إنسانية عائلية أكبر بكثير من أي نصوص تدعو إلى حسن معاملة المهاجرين وضحايا الأزمات الإنسانية.
وكان الكويتيون في دولة الإمارات العربية المتحدة بين أهلهم وفتحت لهم أبواب الكرم وحسن الضيافة وهو تماما ما يشعر به أي خليجي عندما تنقل الأخبار أي هجوم فاشل على أي دولة خليجية من عصابات الحوثيين ومن خلفهم سواء كان العدوان على المملكة العربية السعودية أو على دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن المشاعر الخليجية الفريدة تجعلنا نحمد الله سبحانه وتعالى على تلك الروابط العائلية والإنسانية بين الشعوب الشقيقة.
إن الحداد على مصاب دولة الإمارات العربية المتحدة هو في الواقع حداد شعبي أكثر من كونه حدادا رسميا وإن القلوب المنكسرة أكثر بكثير من تنكيس الأعلام بوزارات ودواوين الدولة.
وندعو الله أن يرحم الشيخ خليفة بن زايد ويغفر له ويسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.