بيروت - داود رمال
وجه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي نداء إلى اللبنانيين عشية الانتخابات النيابية، متمنيا أن يطل على لبنان أمل جديد بعد الانتخابات النيابية التي تجري اليوم، فيشعر المواطنون والمواطنات أن ما بعد الانتخابات مختلف عما قبلها.
لكن هذا التمني يبقى رهن: كثافة الاقتراع، وحسن الاختيار، واحترام الديموقراطية والدستور بعد الانتخابات، وتأليف حكومة جديدة سريعا لئلا تطول فترة تصريف الأعمال وتنعكس سلبا على الاستحقاقات اللاحقة.
ودعا الراعي الشعب اللبناني أن يتوجه غدا إلى الانتخابات عفويا ووطنيا من دون تدخلات ومن دون ترغيب مالي وترهيب أمني.
فالكرامة هي صنو السيادة، واستقلالية القرار تنبع من الحس بالمسؤولية الوطنية لا من مسايرة هذا أو ذاك، وهذه الدولة أو تلك.
أيها الشعب اللبناني: انفض عنك غبار التبعية، واستعد عنفوانك، وحرر قرارك، وأعد بناء دولتك على أساس القيم التي تأسست عليها، وسار على هديها الآباء والأجداد.
وطالب الراعي المؤسسات الرقابية اللبنانية والمراقبين العرب والأوروبيين والأمميين بمتابعة العملية الانتخابية بكل تفاصيلها والجهر الفوري والمباشر بالأخطاء والتجاوزات والثغرات والتدخلات في حال حصولها، فلا تميع وتضيع في التقارير البيروقراطية.
وأشار الراعي إلى اننا نعرف صعوبة الوضع اللبناني وتعقيداته، ونعرف أن التغيير لا يتم بعصا سحرية، لذلك، فلتكن هذه الانتخابات بداية الطريق المستقيم التي تخرج لبنان من اللجة التي أوقعه فيها المسؤولون والسياسيون ولايزالون حتى هذه الساعة.
والغريب أن كلما فكرت الحكومة بمشروع إصلاحات، تصوب على الشعب وتحاول تحميله تبعات إجراءاتها وتدابيرها من دون اعتبار الأوضاع الصعبة للناس. كيف يستطيع أن يعطي الفقير مالا، والمعوز ضرائب، والجائع طعاما.
لا يجوز تحت ستار الإصلاح زيادة مآسي الشعب. المطلوب اليوم أن تعطي الدولة للشعب أكثر مما الشعب للدولة.
حق الشعب على الدولة أن تتحمل مسؤولياتها، وتغير نهجها وأدائها، وتطلق نزعة الانتقام، وتتحرر من الأحقاد القاتلة.
حان الوقت لتنقذ الدولة الشعب بعدما كان هو ينقذها ويناضل ويستشهد في سبيل وجودها وتعدديتها وهويتها اللبنانية وعزتها عبر التاريخ، وحتى الأمس القريب.
ورأى الراعي أنها مهما كانت نتائج الانتخابات وشكل الحكومة المقبلة ونوعية الإصلاحات، يظل اعتماد نظام الحياد الناشط الحل المحوري الذي يضمن وجود لبنان ويحفظ استقلاله واستقراره ووحدته التاريخية والوطنية.
وتقدم الراعي بأحر التعازي بوفاة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي كان صديقا لدولة لبنان وللشعب اللبناني، وقد اتبع نهج والده الشيخ زايد الذي أسس سنة 1971 دولة اتحادية صارت مثال النجاح ورمز الوحدة بالاتحاد، وعنوان النمو الاقتصادي والسياحي.
ونطلب من الله تعالى أن يوفق خلفه، فيكمل هذه المسيرة المميزة في مجلس التعاون الخليجي وفي العالم العربي.
وقال الراعي: آلمنا استشهاد الإعلامية الفلسطينية «شيرين أبو عاقلة» وهي تمارس عملها في الضفة الغربية من فلسطين.
ولكم تابعنا طوال سنوات نشاطها الصحافي في نقل الأحداث وفي إبقاء شعلة الحق الفلسطيني حية في الضمير والوجدان.
إن دورة العنف المستمرة في ما بين شعب فلسطين الحبيب ودولة إسرائيل لا تنتهي إلا مع انتهاء الظلم والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في حياة حرة، كريمة، وآمنة.
إننا إذ نعزي طائفة الروم الأرثوذوكس التي تنتمي إليها الشهيدة «شيرين» والسلطة الفلسطينية والأهل، وندعو لها بالخلود في ملكوت السماء، ونجدد التأكيد عى أن السلام يكون مقابل العدالة، لا مقابل الظلم. حان لشعب فلسطين أن يعيش باستقرار.