بيروت ـ عمر حبنجر
الكلمة في لبنان اليوم لصناديق الاقتراع، 1043 مرشحا في 15 دائرة انتخابية موزعين على 103 لوائح سيتنافسون على 128 مقعدا نيابيا، تحت رقابة بعثة من الاتحاد الأوروبي، وأخرى من جامعة الدول العربية، وحماية 75 ألف جندي ورجل أمن، أعلن وزير الداخلية بسام المولوي انتشارهم حول 1775 مركز اقتراع، الأمن في الداخل، والجيش في المحيط،، وكل ذلك، وسط خطاب انتخابي متصاعد، قد يهدد استمراره بخطوات انتكاسية، حذرت مصادر ديبلوماسية أوروبية من مغبتها.
هذه الانتخابات لن تقتصر على اختيار النواب، بل اتجاهاتهم أيضا، والخياران الرئيسيان بين العروبة وايران، علما ان حسم التوجه الصحيح، مرتبط بمرحلة ما بعد مغادرة رئيس الجمهورية ميشال عون قصر الرئاسة في 31 أكتوبر.
أعنف المواجهات ستكون في بيروت وطرابلس ودائرة الشوف ـ عاليه، ففي دائرة بيروت الأولى، المعركة معركة المقعد الماروني الذي يشغله النائب نديم الجميل مدعوما من حزب الكتائب، ويتنافس عليه اليوم مع جورج شلهوب مدعوما من القوات اللبنانية!.
اما في بيروت الثانية، فالمواجهة بين لائحة «بيروت تواجه»، التي شكلها الرئيس فؤاد السنيورة مع وليد جنبلاط للمحافظة على المقاعد الستة التي نالها تيار المستقبل مع الاشتراكي في انتخابات 2018، وبين لائحة فؤاد مخزومي من خلال لائحة «بيروت بدها قلب» وتليها لائحة «وحدة بيروت» التي تضم الثنائي الشيعي وحلفاءه، ثم لائحة «بيروت التغيير» برئاسة نبيل بدر، ولائحة الجماعة الإسلامية.
ويتنافس في دائرة الشمال الثانية 11 لائحة هي: «الارادة الشعبية» التي تضم تحالف النائبين فيصل كرامي وجهاد الصمد، «للناس» التي تضم تحالف تيار العزم والنائب محمد كبارة، «إنقاذ وطن» وفيها تحالف اللواء أشرف ريفي والقوات اللبنانية، و«لبنان لنا» وفيها المستقبليون القدامى برئاسة د. مصطفى علوش، «انتفض للسيادة للعدالة» برئاسة رامي فنج، «التغيير الحقيقي» وتضم تحالف إيهاب مطر والجماعة الاسلامية، «الجمهورية الثالثة» برئاسة عمر حرفوش، «الارادة والانماء» برئاسة د. باسل الاسطى والمدعومة من حركة سوا، «قادرين» مدعومة من الوزير السابق شربل نحاس، اضافة الى «فجر التغيير» و«طموح الشباب» وفيهما تحالفات ضرورة بين مرشحين لم يحالفهم الحظ في الدخول الى اللوائح الاساسية.
ونقلت صحيفة «نداء الوطن»، عن ماكينة اللواء اشرف ريفي القول: «تحالفنا المطلق مع القوات اللبنانية على رأس السطح».
أما، دائرة الشوف ـ عاليه فهي الأكبر في جبل لبنان، من حيث الحجم أو التعدد الطائفي الذي يميزها. وتضم 13 مقعدا نيابيا للطوائف السنية والدرزية والمارونية والشيعية، ما يجعلها صورة مصغرة عن لبنان.
إلا ان المعركة فيها تبدو درزية، بين الفريق الجنبلاطي والفريق الدرزي المقابل، ممثلا بطلال أرسلان ووئام وهاب المدعومين من حزب الله ومن دمشق، وبيضة القبان في هذه الدائرة الكتلة السنية الناخبة في إقليم الخروب. وواضح أن ما يجري اليوم الأحد في هذه الدائرة لعبة كسر عظم كما تقول الأمثال.
أما فترة ما قبل الصمت الانتخابي، فاتسمت بالغليان الكلامي حتى الدقيقة الأخيرة ما قبل منتصف الليلة قبل الماضية، بين مختلف القوى المتنافسة: القوات اللبنانية وحزب الله، والكتائب مع القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله، وخطباء الجمعة في دائرة بيروت الثانية ورؤساء اللوائح المتنافسة بوجه حزب الله. وتراوحت الخطب، بين التهكم والاتهام وتقديم الوعود الزائفة والدجل.
ومن بيروت كان القصف على سلاح حزب الله بالمباشر، فقد رد نائب بيروت فؤاد مخزومي، الذي يرأس لائحة مرشحين في دائرة بيروت الثانية، على قول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في خطاب له بمهرجان في البقاع: ان بيروت اليوم في خطر وجودي، من قوة ظالمة تسعى للمس بأصالتها. وأضاف: «من يفكرون بالاقتراب من مدينتنا فشرتم وفشر ان يتحكم بنا حزب السلاح».
وكان نصر الله رد على وعد بكسر اصبعه يوم الانتخاب بالقول: سمعنا انه في 15 مايو سنكسر هذا الاصبع، وأشار الى اصبعه، دون ان يسمي صاحب الوعد، وأضاف انا أعرف ان هذا الاصبع يعبر عن خياراتكم السياسية، وهو يغيظ أميركا والتكفيريين.
وقال: اسمي مكتوب على لوائح الشطب في قريتي البازورية، في الجنوب، لكن لا يمكنني ان انتخب، انما الذي يحمي هذا الاصبع ويبقيه مرفوعا وعلامة لالحاق الغيظ بالاعداء، هي أصابعكم في يوم 15 مايو.
ويذكر ان من شروط الاقتراع في لبنان، غمس سبابة المقترع بالحبر، ضمانا لمنع الاقتراع المكرر باسم آخر.
بدوره، رئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع، لفت في مقابلة تلفزيونية الى ان هناك من يعمل على تخريب البلد، قصدا او من دون قصد، وأضاف: هم حزب الله والتيار الحر وحلفاؤهما.
وتوقع تشكيل مجموعة قوى معارضة، بنتيجة هذه الانتخابات لمواجهة هذا المشروع الجهنمي.
وردا على سؤال حول فشل التيار الحر، على الرغم من كتلته النيابية وتحالفاته، قال: متى كان لدى التيار الحر مشروع دولة؟ العماد ميشال عون تسلم جيش حوله عام 1989 الى ميليشيا، سمير جعجع تسلم ميليشيا حولها الى جيش.. التيار الحر يصرف كل وقته بتركيب الفوتوشوب للاساءة للقوات.
وآخرها شريط مركب يظهر المرشحة على لائحة القوات في كسروان، وهي تسرق من سوبر ماركت، وقبلها قصة الميكانيكي الصندقلي (ألبسه عمامة رجل دين مسلم وقدمه في احتفال سياسي للتيار في الحدث، على انه شيخ سني، والقى خطابا من بضع كلمات كتبت له دفاعا عن التيار ورئيسه).
ووصف جعجع رئيس التيار الحر جبران باسيل «بالكذاب والنصاب والحرامي، من بواخر الكهرباء، الى صفقات الاتصالات، بدليل العقوبات الأميركية المفروضة عليه».
واعتبر جعجع ان حزب الله المتحالف مع جبران باسيل مسؤول عما آل اليه وضع لبنان الآن. ولإنقاذ البلد مما هو فيه علينا تخليصه من مشروع حزب الله أولا وأخيرا، وكرر مشروع حزب الله، وليس المقاومة التي هي حق لكل اللبنانيين.