بيروت ـ داود رمال
دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اللبنانيين، عشية الانتخابات النيابية، إلى الثورة وراء العازل، على المال الانتخابي، وأن يكونوا أحرارا« خلف العازل لدقائق، فتربحوا وطنكم وتعيشوا فيه أحرارا، وبكرامتكم طوال حياتكم».
وإذ اعتبر «أن ثورة صندوق الاقتراع هي أنظف ثورة وأصدقها»، قال «ثوروا على كل من يعتبركم مجرد سلعة! ثوروا على الابتزاز السياسي! ثوروا على الانحطاط الأخلاقي وفقدان القيم! ثوروا على الارتهان للخارج! ثوروا على من سرق أموالكم وودائعكم! ثوروا على من عرقل، ولما يزل، كل خطوة بمقدورها أن تحمي ما تبقى من حقوقكم أو تفضح السارقين! ثوروا على من يحرض ويبتغي الفتنة وربما حربا أهلية!».
كلام عون جاء في خلال رسالة له وجهها إلى اللبنانيين مساء امس عشية موعد الانتخابات النيابية، عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وعبر وسائل التواصل، ناشدهم فيها «المشاركة في الانتخابات بكثافة، والتعبير عن رأيكم، واختيار من تثقون بهم، وتجدونهم أهلا للدفاع عن حقوقكم».
واعتبر رئيس الجمهورية «انه حانت لحظة المحاسبة، ولحظة تحديد الخيارات. والمحاسبة تكون دائما في صندوق الاقتراع»، مشيرا إلى «ان مسؤوليتكم كبيرة اليوم، كي لا يتوقف مسار تفكيك منظومة الفساد المركبة، التي تحكمت بمفاصل البلد على مدى عقود، وتحاسبوا الفاسدين والسارقين».
وإذ جدد القول بأن «لبنان منهوب وليس مكسورا، ولا هو بمفلس»، فإنه دعا القضاء لكي يقوم بعمله، «ويسمي الفاسدين ويلاحقهم، وبعض هؤلاء بات معروفا»، وذلك «لكي يستقيم الوضع في لبنان، فلا يبقى هناك تراشق اتهامات ورمي مسؤوليات». كما شدد على انه «دل على الطريق التي توصلنا إلى معرفة من سرق، ولقد فعلت وقلت إن التدقيق الجنائي هو الطريق فابدأوا من هنا».
وتوجه إلى اللبنانيين «لدينا موارد، وطاقات، بمقدورها أن تنتشل الاقتصاد والبلد، فلا تيأسوا. فإذا ما تمكنتم من اختيار نواب يشرعون ويتقدمون بالقوانين اللازمة للإنقاذ، ويسعون لإقرارها ولحماية حقوقكم، نكون أمام فرصة حقيقية».
وحذر عون الشباب على وجه الخصوص «من كذبة جديدة وبدعة خطيرة، خلاصتها انه من الممكن إلغاء مكون من مكونات مجتمعنا من دون أن يؤثر ذلك على استقرار الوطن وهدوئه، معتبرا «ان كل هذا التفكير فتنة وحرب أهلية. فلبنان ليس بإمكانه أن يحيا إلا بجميع مكوناته وبجميع ابنائه، ولقد سبق ان اختبرت محاولات العزل، وأغرقت لبنان في بحر من الدم والدموع»، متسائلا «هل من أحد على استعداد أن يعيش أولاده وأحفاده ذلك الخوف إياه، وذلك الوجع، وتلك المآسي؟».
ودعا رئيس الجمهورية إلى «وقف خطاب الكراهية، وشعارات التحريض، وأحلام العزل» وأيضا «إلى وقف فبركة الإشاعات، وتخويف المواطنين من بعضهم البعض».
وإذ أكد «انه ليس ميشال عون الذي أمضى حياته يقاتل من أجل وحدة لبنان، وسيادته على كل شبر من أرضه وبحره، وأول من تقدم باستراتيجية دفاعية وطنية، سيسمح اليوم أو في أي يوم، ان تمس هذه السيادة، أو تباع في السوق السوداء، أو تغدو موضع مساومة أو مقايضة»، فإنه كرر «أن حق الشعب اللبناني هو أولوية، ووطننا لم يعد قادرا على تحمل أعباء اللجوء والنزوح، ونرفض كل شكل من أشكال الدمج والتوطين»، مؤكدا «انه لا يمكن لأحد ان يأخذ توقيعي إلا على عودة آمنة للاجئين والنازحين إلى بلادهم».
وتمنى عون على اللبنانيين «ان تعلو صرختكم بوجه تجار البشر والوطن. وأن توصدوا أبوابكم أمامهم، وتعلنوها: ضميرنا ليس للبيع! ونحن لسنا للبيع!». وذكر أن« من يشتريك اليوم بالثمن الزهيد سيبيعك في الغد بأغلى الأثمان». وختم بالقول «لقد كشفنا منظومة الفساد، لكي نتمكن من اعادة بناء النظام والمؤسسات، وكلفنا الأمر غاليا، فلا تسمحوا لها أن تنتعش من جديد!».