أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري د.خالد عبدالغفار، اهتمام الدولة بإنشاء مؤسسات تعليمية جديدة وتزويدها بأحدث الأجهزة التكنولوجية والتجهيزات والمعامل، لإيجاد مجتمع تعليمي كامل يسعى لبناء الإنسان والارتقاء بقدراته، وتأهيل الخريجين لتلبية متطلبات سوق العمل المستقبلية.
جاء ذلك خلال مشاركة وزير التعليم العالي والبحث العلمي، امس، في مؤتمر «القيادة التربوية والتعليمية خلال الظروف الاستثنائية وفترات التغيير»، بحضور د.رضا حجازي نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني لشؤون المعلمين، نيابة عن د.طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، ولفيف من أساتذة الجامعات المصرية والأميركية، ونخبة من كبار الخبراء والمتخصصين في مجال التعليم والجامعات من عدة دول، وعدد من مؤسسات المجتمع المدني.
كما أكد الوزير، أهمية انعقاد «مؤتمر القيادة التربوية والتعليمية خلال الظروف الاستثنائية»، لمناقشة التحديات التي تواجه الأنظمة التعليمية المصرية والدولية، بسبب جائحة كوفيد 19، التي أجبرت المؤسسات التعليمية على إعادة النظر في آليات التعامل مع هذه الظروف الاستثنائية، التي واجهت جميع دول العالم.
واستعرض عبدالغفار، دور وزارة التعليم العالي في نشر ثقافة التعليم واكتساب المهارات بمختلف المؤسسات التعليمية بالدولة، فضلا عن دعم جهود الدولة المتواصلة للارتقاء بمنظومة البحث العلمي ومواكبة التطور التكنولوجي المستمر.
وأوضح الوزير أن الاهتمام بالعنصر البشري يعد من أولويات الدولة المصرية، وذلك من خلال تزويد الطلاب والخريجين بالمهارات والجدارات اللازمة لمواكبة التغيرات الكبيرة التي واكبت الثورة الصناعية الرابعة والخامسة وجائحة فيروس كورونا المستجد، وكذلك الاهتمام بالذكاء الاصطناعي واستخدام الوسائل التكنولوجية الجديدة في العملية التعليمية والبحثية، مشيرا إلى أن هناك العديد من الوظائف ستختفي من جميع دول العالم خلال السنوات المقبلة، وستحل محلها وظائف أخرى تحتاج إلى أن يكون الطلاب مؤهلين بشكل جيد، وذلك من خلال الاعتماد على الفهم والبحث عن المعلومات والتفكير التحليلي والنقدي، بدلا من الحفظ فقط.
من جانبه، أكد د.رضا حجازي، أهمية الموضوع الذي يناقشه المؤتمر، نظرا لما يمر به العالم من تغيرات سريعة ومنها جائحة كوفيد 19 والثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمي، الذي أدى إلى وجود ضرورة لاستبدال النظم التعليمية التقليدية والتحول إلى دمج التكنولوجيا في المنظومة التعليمية، مشيرا إلى أن المناهج الدراسية الحديثة الحالية والقادمة تهدف إلى بحث الطالب عن المعلومات واكتساب المهارات المختلفة، بدلا من أن يكون الطالب متلقيا للمعلومات فقط، مؤكدا أهمية وجود قيادات تكون قادرة على قيادة التغيير وتطوير التعليم والسماح بالمبادرات الجديدة الفعالة وتشجيع المعلمين على استخدام الاستراتيجيات الجديدة وتوظيف التكنولوجيا في إدارة العملية التعليمية.
جدير بالذكر أن مؤتمر «القيادة التربوية والتعليمية خلال الظروف الاستثنائية وفترات التغيير» الذي تنظمه مؤسسة التعليم المتوازن «BalancED» بالتعاون مع جامعة فلوريدا أتلانتيك (FAU) والمجلس الدولي لأساتذة القيادة التربوية (ICPEL) بالولايات المتحدة الأميركية، ومؤسسة فودافون مصر لتنمية المجتمع، يعد حلقة من حلقات الحوار العلمي والبحثي والمجتمعي، لفتح آفاق جديدة فيما يتعلق بأشكال وأساليب القيادة التربوية في الفترات الصعبة، والوصول لحلول مبتكرة للحفاظ على جودة ومستوى التعليم والتدريب الذي يتم تقديمه للأجيال القادمة، وتهيئة بيئة مجتمعية تتقبل التطورات والتغييرات الهائلة التي تحدث في نظام التعليم في مصر.