بيروت - بولين فاضل
يوم اندلعت ثورة 17 تشرين في لبنان قبل سنتين ونصف السنة، لم يتردد الفنانون في حمل العلم اللبناني والنزول إلى الشارع والهتاف «ثورة، ثورة، ثورة». كانوا صوتا واحدا ينادي بقلب الطاولة على السلطة الحاكمة والخروج الى رحاب التغيير لبناء الوطن الحلم.
ويوم حان أوان التغيير السياسي عبر صناديق الاقتراع لا عبر الشارع، بدا أكثر الفنانين اللبنانيين في اندفاع لتلقف اللحظة مع تشديد على أهميتها وأهمية ممارسة هذا الواجب وتحمل هذه المسؤولية في سبيل العبور إلى واقع وغد أفضل. فكيف توزعت مواقف الفنانين في قلب المشهد الانتخابي ولمن اقترعوا؟ وماذا قالوا عن الأمل بالتغيير؟
البداية مع الفنانة إليسا التي كانت أيام الثورة من أكثر الفنانات نشاطا وحماسة إلى حد طرحها أغنيتين من وحي تلك اللحظة هما «موطني» و«عم ثور»، والأكيد أن إليسا المعروفة بصراحة تعبيرها عن آرائها السياسية في كل لحظة وحين أفرجت باكرا عن موقفها، وكان جهار من قبلها بإعطاء صوتها لمرشح حزب القوات اللبنانية في منطقة دير الأحمر في بعلبك - الهرمل أنطوان حبشي، إضافة الى القول بصريح العبارة إنها ضد مقاطعة الانتخابات من قبل بعض أبناء الطائفة السنية لأن في ذلك خدمة أكبر للأحزاب التي تصب لمصلحة سلاح حزب الله.
أما عاصي الحلاني المتحدر من قرية الحلانية البعلبكية والثائر على الطائفية السياسية في لبنان، فدعا الناخب للتصويت من أجل ما يتمناه ليغير وضعا لا يتمناه.
الفنانة نوال الزغبي التي صوتت لصالح إحدى لوائح المعارضة في المتن الشمالي قالت إن المقاطعة جريمة في حق الوطن، مؤكدة أنها اقترعت كرمى الارتياح من العتمة ومن هم الأدوية والاستشفاء وكرمى استعادة الليرة اللبنانية كرامتها.
الفنان سعد رمضان ابن قرية برجا في الشوف والذي كان أول فنان يشارك في الثورة كان بدوره اليوم أول فنان يحضر إلى قلم الاقتراع بعد دعوته محيطه حتى بح صوته إلى عدم مقاطعة الانتخابات لأن الأمل بالتغيير قائم والجلوس في المنزل ليس سوى فقدان لهذا الأمل.
الفنان جو أشقر من جهته وبالرغم من أنه كان من أشد المتحمسين للاقتراع، غير أن الظروف شاءت أن يكون خارج لبنان في جولة فنية في الولايات المتحدة، فحضرت أصوات عائلته في كسروان وغاب صوته.
أما فنان الثورة الممثل وسام حنا ابن الجنوب، فكانت دعوته للتصويت ضد المنظومة الحاكمة من أجل إسقاطها مستحلفا اللبنانيين بأغلى ما لديهم وبحق كل نقطة دماء سالت إثر انفجار بيروت عدم نسيان هذا اليوم الأسود لحظة الاقتراع. بدورها، دعت الممثلة ماغي أبوغصن كل من يحلم بالتغيير إلى التصويت بشكل صحيح من أجل وطن فيه الكرامة والأمان والطبابة.